المنبر الحر

المنبر الحر | تصحيح وتوضيح

بقلم: علي العلوي

    تفاعلا ما ورد في العدد السابق من جريدة “الأسبوع” تحت عنوان: “العلوي يخلف الحاكم الفرنسي”، يروقني أن أصحح أن الشريف مولاي عبد الحميد العلوي، لم يكن قط باشا سلا، بل كان المحتسب بمدينة سلا، تولى مهمة الحسبة سنة 1941 وترك مجموعة من الوثائق والكراسات خلال عهد الحماية الفرنسية بالمغرب، لدرجة كان يعمل في هذا الصدد بحزم وعزم، وفي سنة 1956، عين مولاي عبد الحميد العلوي باشا القنيطرة غداة تنصيبه محل الحاكم الفرنسي، حيث كنت حاضرا أثناء تنصيبه، وفي سنة 1965، عين باشا فاس إلى درجة أن كانت له شخصية قوية وقدرة على القيادة، والحق كل الحق يقال، كان العم المحبوب جريئا في نطاق الحق لدرجة أنه كان يردد غالبا الآية القرآنية: ((لا تظلمون ولا تظلمون))، إلى أن انتقل إلى عفو الله راضيا مرضيا سنة 1365 ودفن بضريح مولاي الحسن حيال القصر بالرباط، بأمر من عاهل البلاد الحسن الثاني، الذي كان معجبا به.

ومن المعلوم، كان مولاي عبد الحميد العلوي شغوفا بالصيانة والنظافة حتى النخاع، وعقب رجوعه من الولايات المتحدة، بدعوة من الحكومة الأمريكية، زرته في مقر إقامته بالقنيطرة، قصد تهنئته بعودته من السفر، وأثناء الدردشة قلت له: “ماذا لقيتم في سفركم؟” فذكر لي القصة الآتية: “خلال سفري إلى أمريكا، تجولت في شوارع واشنطن بمعية رئيس القاعدة الأمريكية بالقنيطرة، وترجمان، فشهدت أن شوارع المدينة برمتها نظيفة وفيها زهور تسر الناظرين، عندئذ أخرجت من جيبي ورقة ومزقتها إربا إربا ورميتها على الأرض فقلت للترجمان: قل لسعادة الرئيس، أنا معجب بهذه النظافة الرائعة، وأهنئكم على هذه الصيانة البديعة، بيد أن مدينة القنيطرة تشتكي من جنود القاعدة الذين يخرجون كل ليلة بسياراتهم ويأكلون ما طاب لهم من العيش ويلقون في شوارع مدينة القنيطرة أعقاب السجائر وقارورات الجعة ومختلف العلب، وأن رجال النظافة ضاق صدرهم من تكديس أنواع النفايات التي تقلق راحتهم وتهدد صحتهم، وفور عودتي من الديار الأمريكية، علمت بأن منشورا علق داخل القاعدة يحتم على الجميع بأن يحتفظوا بالأزبال داخل سياراتهم إلى حين عودتهم إلى القاعدة قصد تركها في سلة المهملات”، فعلمت أن العم كان يتميز بشعلة من الذكاء وله نبوغ خاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى