تحليلات أسبوعية

بين السطور | أحوال الطقس لسنة 2022

بقلم: الطيب العلوي

    ها نحن نودّع عاماً آخر مضى كله تساؤلات وانتظارات يومية بعيون متخوفة، تلك العيون نفسها التي بقيت بمثابة العضو الوحيد المعبّر عن الأمور بعد حجب الباقي وراء الكمامات(…)، تخوفات متذبذبة كلها على إيقاع الحصائل اليومية للحالات المؤكدة، التي استأنفت موجاتها المرتفعة، وأرقام التطعيم التي عاد انحنائها صوب الاتجاه المعاكس، الموازي لتزايد عدد الحُقن(…)، أحوال تبقى كلها مرتبطة ببعضها البعض، سواء تعلّق الأمر الآن بـ”الكوفيد” العادي(…) أو بمتحوّره دلتا، أو صيغته الجديدة “أوميكرون”، الذي رغم عواقبه، ما زال برلمانيو بلادنا، وخصوصاً البرلمانيات(…)، لا يعرفون حتى النطق به، كحال “حسناء البرلمان”.. ومن تمّ، إذا كانت سنة 2020 قد وُصِفت بعام الموت، من بدايتها إلى نهايتها (انظر ركن “بين السطور” من جريدة الأسبوع /عدد 1541 لـ 31 دجنبر 2020)، إلى درجة أن شكك العديد في إمكانية اقتراب الساعة، لما صار بائعو الكفن وصانعو صناديق الدفن مرتبكين أمام الطلب الغير مسبوق(…)، والجماعات تواجه صعوبات في دفن سكانها، إلى حد أن أصبح إنشاء المقابر من ضمن لوائح الوعود والبرامج الانتخابية(…).

وإذا كانت سنة 2021 التي نودّعها، قد مرّت كما كان متوقَّعاً، مجتمعة بسابقتها من حيث الأحداث الغزيرة التي شهدتها البلاد، حتى تم وصفها بعام الاستفهام (انظر ركن “بين السطور”، من جريدة الأسبوع / عدد 1542 لـ 7 يناير 2021)، وإذا كان المغرب، على الأقل، قد تمكّن شيئا ما هذه السنة من التعبير عن قوة سياسته الخارجية عبر الأحداث المرتبطة بقضية الصحراء، وهو أمر كان مفروغا منه ما دامت كل دولة لم يعد بالإمكان معرفة قوتها دون مشاكل(…)، فالعام المقبل، وبعد أن حجب كل هذا أي إمكانية لأي ترقب أو توقع مستقبلي كيفما كان المجال والسياق، فلا يمكن وصف عام 2022 إلا بعام الخوف.. والخوف من جميع أساليب الموت: خوف الناس من الموت تحت قبضة مختلف الفيروسات ومتحوراتها التي لا يبدو لأحد نهاية قريبة لها(…)، خوف كل مريض من اختلالات المنظومة الصحية، خوف المقاول من موت مقاولته، خوف المستخدم من موت القطاع الذي يشتغل فيه، خوف المواطن من زيادة الأسعار، خوف التلميذ من إغلاق مدرسته، خوف الطالب من إغلاق جامعته، خوف المؤمن(…) من إقفال مسجده، خوف المهاجر من سدّ حدوده، وخوف الجميع من انتهاء جوازه الصحي.

ولربط كل هذا بأحوال الطقس: فالجو ضبابي، والرؤية يلفها الغموض، لا أحد يرى شيئا، وحتى طاقم جريدتكم “الأسبوع”، سهرنا على إعداد العدد الذي بين أيديكم “عن بعد”، حيث كانت مكاتبها فارغة طيلة هذا الأسبوع، بعد أن أصيب جلّ أعضاء طاقمها بالفيروس اللّعين.

فبنبرة مرتعشة (مرّة أخرى)، نتمنى لقرّائنا عاما خيرا من الذي سبقه، ما دامت أحوال أواخر السنة لم تعد تسمح لا بالاحتفال(…) ولا باجتماع العائلة، ولا حتى بتقييم الأولويات، لإحراز تقدم ملموس في تحقيق الأهداف واستقبال السنة الجديدة بصورة أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى