العيون | حرزني يدعو إلى التركيز على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
العيون. الأسبوع
قال السفير المتجول المكلف بحقوق الإنسان، أحمد حرزني، بالعيون، خلال مشاركته في أشغال الملتقى الوطني الأول لحقوق الإنسان والنموذج التنموي الذي نظمته منظمة السلم والتسامح للديمقراطية وحقوق الإنسان، (شدد) على أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان (المجلس الوطني لحقوق الإنسان حاليا) لطالما نادى بالانتقال إلى التركيز على الحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية للمواطنين، بعد إنجاز جل التوصيات الموروثة عن هيئة “الإنصاف والمصالحة”.
وأكد حرزني الذي حظي بتكريم كشخصية السنة، أن تخليد الذكرى 73 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بمدينة العيون يجسد العناية الملكية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، واعتبر أن “الجميع كان ينتظر فتح الورش الاجتماعي بعد الأشواط التي تم قطعها في مجال البنيات التحتية والإصلاحات المجتمعية، والتي شملت الجهوية وترسيم اللغة الأمازيغية وتعديل مدونة الأسرة والانتقال الديمقراطي”، وأضاف أنه بالرغم من التقدم المهم الذي تم إحرازه في هذه المجالات، إلا أن أوجه القصور ظلت تعتري مجالات الفقر والتشغيل والاقتصاد غير المهيكل والسكن والصحة والتعليم، مما انعكس سلبا على ترتيب المملكة في القياسات العالمية المقارنة للتنمية البشرية.
وبهذه المناسبة، قال والي جهة العيون، عبد السلام بيكرات، أن الرؤية الجديدة للنموذج التنموي الجديد، تأخذ بعين الاعتبار جميع التحولات، لأن سقف النموذج عالي وليس ببرنامج وليس بمشروع عادي، ودعا الجميع إلى أن نكون نموذجيين في عملنا لإنجاحه وتنزيله وفق رؤية مؤسسه الملك محمد السادس، وأضاف أن صلب التشخيص ومقاربة الرصد تأتي لتدعم التوجهات العامة للنموذج التنموي الجديد، وأن الجانب الحقوقي نال حظه الأوفر كجزء يحمل في دلالاته إشارات قوية في إصلاح الإدارة والقضاء وجميع المؤسسات المتداخلة، من أجل تحصين مكتسبات المواطنين وبناء الثقة على سلوك سوي يحترم كرامة المواطن والمؤسسات.
بدوره، أبرز محمد سالم الشرقاوي، رئيس المنظمة والرئيس السابق للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون، راهنية موضوع “المقاربة الحقوقية والنموذج التنموي الجديد” التي جاءت للإجابة عن أسئلة الواقع بمقاربة علمية ومدروسة، وأن المنظمة دأبت على تنظيم جملة من الأنشطة الإشعاعية والتوعوية ذات العلاقة بالجانب الحقوقي، ويتماشى هذا اللقاء مع أهداف المنظمة وأنشطتها من أجل المساهمة في إثراء النقاش العمومي لتكوين رؤية شاملة لمشروع تنموي جهوي يضمن الحقوق ويراعي المؤهلات ويستجيب للتطلعات المحلية والجهوية، وكذا الوطنية.
وقدم عدد من المتدخلين الممثلين لمجلس جهة العيون وجماعة العيون ووالي الأمن حسن أبو الذهب، نيابة عن المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، وفريد باشا عميد كلية الحقوق بأكدال ووكيلة الملك لدى المحكمة التجارية بالدار البيضاء، عائشة الناصيري، مساهمات هامة خلال جلسات الندوة شكلت قيمة مضافة لكل المحاور التي شملها النقاش، في موضوع “المقاربة الحقوقية والنموذج التنموي الجديد”.
وتم تكريم أحد معتقلي سجون “فينتي بينتورا”، المحكموم عليه بالإعدام إلى جانب عدد من الصحراويين، المجاهد الحاج إبراهيم ولد الدويهي، بدرع الكلية نظير، جهوده ومساهماته المتميزة في عدة مجالات بالصحراء طيلة عقود من الزمن، كما تم خلال هذه الندوة تكريم فعاليات حقوقية، من بينها أحمد حرزني، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش، وأحمد بوهدا حقوقي بالعيون.