المنبر الحر

المنبر الحر | القلم أمانة والتأليف مسؤولية

بقلم: بندريس عمراوي الطيب

    تعتبر القواعد والضوابط السبعة التي ذكرها العلامة شمس الدين البابلي، المتوفي سنة سبعة وسبعمائة بعد الألف، في موضوع الكتابة والتأليف والنشر، والتي وضحها في قوله: “لا يؤلف أحد كتابا خارج أقسام سبعة، ولا يمكن التأليف بغيرها”: 1) أن يؤلف في شيء لم يسبق إليه (يخترعه). 2) أو شيء ناقص يتمه. 3) أو شيء مستغلق يشرحه. 4) أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بمعانيه. 5) أو شيء يرتبه. 6) أو شيء أخطأ فيه مصنفه. 7) أو شيء مفرق يجمعه.

فهذه القواعد والضوابط تمكن أصحاب الأقلام من الانطلاق في مجال كتابتهم بمنهج أخلاقي وأسلوب يتميز بنقاء السريرة وحسن التعبير، لأنهم ينقلون المعارف لطلاب العلم في كل زمان ومكان..

وبهذا القلم المقدس يتواصلون مع القراء، فالشاعر والمؤلف مثلا لا يملكان غير الكلمات، ولكنهما يملكان أن يغيرا العالم بها، حسب مقولة هيجل، وهذا الموضوع في حد ذاته أكبر مني ومن المستوى الذي وصلت إليه في حياتي المعرفية، وعلى هذا الأساس سأضع قلمي جانبا وأراجع كل ما كتبت لحد الآن في الأسبوعية المحترمة “الأسبوع الصحفي” للتأكد من: هل حافظت على قواعد التأليف وضوابط الكتابة، أو أنني كنت أخبط خبط عشواء في هذا المجال؟

إن للقلم مرجعية ينبغي أن تبتعد عن الغموض وتتمسك بالسلاسة والوضوح، من أجل تحقيق التواصل بين المؤلف والقارئ، ويجب أن نحافظ على أمانة القلم ونصون مسؤوليته كما علمنا ديننا الحنيف، ونحرص على حسن استعمال هذا القلم المقدس لنيل وسام الأمانة والإخلاص في الدارين الدنيا والآخرة.

فالقلم أول المخلوقات كما ورد في السير، وفي سورة “القلم” أقسم الله به، وبعد بسم الله الرحمان الرحيم: ((ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون))، وفي سورة “العلق” أيضا إشارة أخرى، ((اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم..)).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ((إن أول ما خلق الله القلم، ثم قال له اكتب فجرى في الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة)).

أتمنى أن تتحقق الغاية وتعم الفائدة التي تجعل من المسعى إشعاعا ينير طريق الشاعر والكاتب والمؤلف والناشر، للوصول إلى الهدف المنشود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى