تحليلات أسبوعية

بين السطور | كي يستفيد الجميع من قطاع التعليم

بقلم: الطيب العلوي

    إذا كان هذا العام الذي سنودّعه بعد أسابيع معدودة، قد عرف تقلبات سياسية كثيرة(…)، أهمها سقوط حزب العدالة والتنمية من الصدارة إلى الرتبة الأخيرة في رمشة عين(…)، صدمة لا تفسير لها غير عدم رضى المواطنين الناتج عن الكم الهام من الالتزامات التي لم تتوفق الحكومة السابقة بتاتا في تحقيقها، سواء فيما يخص دعم الحريات الأساسية، التي لم يعرف ترتيب المغرب فيها أي تطور يُذكر على مستوى المؤشرات العالمية للحريات السياسية والمدنية، أو النتائج المحتشمة المتعلقة بمعظم نقط الضعف الأخرى التي يعاني منها المغرب.

لكن، ورغم كل شيء، لا يمكننا إلا اعتبار هذا العام لا بأس به على العموم مقارنة مع التوقعات التي راجت خلال فترة كلها حيرة وخوف وتساؤل، ومقارنة مع العديد من الدول الأخرى.. فما يبقى علينا إلا قول “العام زين” كما كان يسميه الذين من قبلنا.. كيفما كان حاله.

أما العام القادم، فلا خيار لنا إلا أن يكون رهاننا بين يدي حكومة رجال الأعمال، والدليل قاطع لما نرى أنها سرعان ما بدأت عملها، وقد أطلقت مثلا الأسبوع الماضي، مشاريع بقيمة 2.25 مليار درهم، مخصصة لسنة 2022، لمساعدة المتضررين من تداعيات “كورونا”، غلاف مالي سيوفر 250 ألف فرصة عمل، على حد قول وزير الإدماج الاقتصادي والتشغيل، يونس السكوري، أرقام وأهداف قد يرى فيها الكثيرون نوعا من الخيال مقارنة مع المشاريع التي اعتدنا السماع بها من لدن حكومة السي سعد الدين “الله يذكرو بالخير”، والذي سبق أن حصرت حكومته في سياستها على سبيل المثال، فيما يخص الطبقة الوسطى، زيادة مائة درهم في أجور الموظفين على مدى ثلاث سنوات !

أما الحالية، وبعد أن خصصت هذا الأسبوع، على لسان ناطقها الرسمي، السيد مصطفى بايتاس، ميزانية قدرها مليار درهم لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، فالمواطنون الخاضعون الآن لقانون رجال الأعمال، بعد التوكل على الله، وفي انتظار المصير، كثير منهم أصبح يتساءل ما إذا كان عليهم العودة إلى المدرسة لإتقان اللغات، ما دامت الحكومة قد خصصت ميزانية أخرى قدرها 9 ملايير درهم لقطاعات محدودة من بينها التعليم.. عودة الكبار والصغار إلى المدرسة بعد أن بدأت الإشارات الطرقية، والعلامات التجارية، والبيانات، تارة أصبحت فرنسية، وتارة عربية، وتارة أخرى أمازيغية.. ومن لم يفهم لغة من هذه اللغات، فلا خوف عليه، لأن الحكومة الجديدة فكرت في كل شيء، واعتمدت لغة الإشارة في تصريحاتها، حتى يتمكن الجميع من متابعتها(…).

تعليق واحد

  1. تَحِيَّة لَك صَدِيقي الطيب، وتَحِيَّة لِكُلِّ طَاقَم الأُسبوع الصحفي، دائِمًا تُصِيبُون الهَدَف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى