تحليلات أسبوعية

بين السطور | حكومة أخنوش بين المناهضين و”أولاد الفشوش”

بقلم: الطيب العلوي

    إذا كانت التشكيلة الحكومية الجديدة قد عرفت خلال الأيام الأولى من تكوينها، أصداء مختلفة ومتعددة، تذبذبت بين التملق(…) والإطراء والثناء، الذي بدأ عند تلقي التهاني من باقي الدول إلى الشعب المغربي، والمعبرة عناوينها عن استقرار البلد، المتمثل خصوصا في مصالحته مع مؤسساته(…)، وانتهت(…) رغم كل التحفظات والمؤاخذات(…)، عند ردود فعل الرأي العام الإيجابية حول عدد الحقائب الذي لم يتجاوز 15 وزيرا، والحضور النسوي “الهام”، إضافة إلى ظهور وجوه جديدة شابة، فسرعان ما تهاطلت بدورها أعمدة الانتقادات والإحراج(…)، بين توجيه الأصابع نحو الوجوه التي لا تمتلك، حسب البعض، خبرة كافية أو مسارا سياسيا يُذكر(…)، وبين تسليط الضوء على ما تبقى من العيوب، صوب من عُرِفوا بعدم الوفاء لوعودهم، أو من لهم سوابق يعرفها الجميع، و”الله يجعل البركة فالواتساب”.. دعاء كان يُتداول من باب السخرية، حتى أصبحت له واقعية بعد الانقطاع المفاجئ الأخير لتطبيقات مجموعة “الفايسبوك”.

فبعد جرّها نحو الأسفل من لدن المنتقدين، ودفعها نحو الأعلى من طرف الباقي(…)، تبقى الترقبات المُتداولة حول أداء الحكومة الجديدة على كل حال،  في نقطة الصفر، حالها حال عمرها(…)، ليبقى المغزى الوحيد المنير لطريق الفريق الحكومي الجديد، لا يتجلى في خبرة كل واحد من الوزراء فحسب، وإنما في محفوظات الإدراك الجماعي، وقصة “الملك والوزراء الثلاثة” تبقى خير عبرة لهم قبل الخوض في العمل.. فقد رُوِي أنه في يوم من الأيام، استدعى أحد الملوك ثلاثة من وزرائه، وطلب من كل واحد منهم، أن يأخذ كيسا فارغا(…) ويتوجه به إلى بستان القصر، كي يملأه بأطيب أنواع الثمار دون الاستعانة بأحد أو إسناد المهمة لغيرهم(…)، فحرص الوزير الأول على أن يرضي الملك، بجمع أفضل الثمرات وأجود المحاصيل، واختار الطيب والجيد لملء الكيس، أما الوزير الثاني، فقد فهم أن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه(…)، وبذلك لن يتفحصها، فقام هذا الوزير إذن، بجمع الثمار بكسل وإهمال، دون التمييز بين الطيب والفاسد منها، حتى ملأ الكيس “باش مّا كان”، أما الوزير الثالث، فظنّ أن الملك لن يهتم بمحتوى الكيس بتاتا، فاقتصر على ملئه بما وقع تحت أعينه من أوراق أشجار وأعشاب وحشائش.

وعند انتهاء المهمة(…)، أمر الملك أن يُؤتى بالوزراء الثلاثة وأكياسهم، وأمر الحرّاس بأخذ الوزراء إلى السجن، كل واحد منهم على حدة مع الكيس الذي معه، ومنع عنهم الأكل والشرب، حتى شرع الوزير الأول في أكل ما طاب من الثمار التي جمعها، والتي كانت كافية للتغلب على الجوع الذي صاحب مدّة السجن، أمّا الثاني، فقد عاش نفس المدّة في ضيق وقلّة حيلة، باكتفائه بأكل ما صلح فقط من الثمار التي جمعها، ليموت الوزير الثالث جوعاً قبل وقت الإفراج(…)، لأنه لم يجد شيئا يأكله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى