تحليلات أسبوعية

بين السطور | أمّا الآن.. فمع حكومة اللؤلؤ والمرجان (…)

بقلم: الطيب العلوي

    يُعَدّ فيلم “مرجان أحمد مرجان”، أحد أنجح الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية والعربية، والذي بقي راسخا كذلك في أذهان المغاربة..

من بطولة عادل إمام، تدور أحداث هذا الفيلم حول قصة رجل أعمال ناجح(…)، له علاقات مع العديد من الشخصيات المهمة(…)، إلا أنه يحسّ بنوع من النقص الراجع إلى عدم استكمال تعليمه، حتى أقنعه أبناؤه بضرورة العودة إلى الدراسة، كي يتغلب على هذا القصور الوحيد الذي لا يمكن إخفاؤه ولا شراؤه بثروته ونفوذه..

وبعد مرحلة تأرجح فيها بين الرفض والحيرة، التحق السيد “مرجان أحمد مرجان” بنفس الجامعة التي يدرس فيها أولاده، لتبدأ فترة جديدة من مشواره، تعامل فيها مع الكلّية والأساتذة والطلبة(…) بمنطق رجال الأعمال، إذ حرص على عقد الصفقات وتحقيق المكاسب، حيث لم يكن طالبا منعزلا ولم يتردّد في ممارسة العديد من الأنشطة(…)، إلى حدّ أن بدأ خوض مشاريع استثمارية مع إدارة الجامعة كرجل أعمال محترف، ما مكّنه من نيل مقعد رئيس الفريق التمثيلي للطلبة، الشيء الذي وطد علاقاته مع جميع الطلّاب، وزاد من نفوذه على كلّ المراكز الطلّابية، سواء من المتحرّرين(…)، أو المتديّنين(…).

تتمة المقال بعد الإعلان

وبحكم أن السيد مرجان رجل أعمال، ولديه تجاوزات ومصالح حريص على حمايتها(…)، كان لا بد له من ترشيح نفسه لمجلس الشعب.. قصد الحصول على الحصانة، انتخابات ستنافسه فيها أستاذة جامعية، لكنه سيفوز عليها رغم كل شيء، وسينجح في الحصول على مبتغاه السياسي(…)، ما يثير الوافِر من المعاني، سيفهمها المشاهد، حول مختلف الطرق وكيفية تحقيق الأهداف، كالتي لجأ إليها السيد مرجان أحمد مرجان، الذي كشف عبر الفيلم، جميع الجوانب الخفية لشخصية كهاته(…)، تبني كل خططها على الجملة المصرية “تشرب شاي بالياسمين؟” دون السهو عن التذكير بأن شاي الياسمين له نكهة خاصة(…)، وفوائد صحية كثيرة، كفقدان الوزن الزائد، وتهدئة الأعصاب، تماما كما هي فوائد “القهوة” لدى المغاربة.

وبما أنه عند الامتحان يُعزّ المرء أو يُهان، تبدأ المشاكل لمّا سيضطر السيد مرجان للجوء إلى جميع أساليب الغش للنجاح(…)، أساليب ستخلق له مشاكل مع أولاده، الذين سينتهي بهم الأمر إلى القول في وجهه: “بالمنظر ده إحنا ميشرفناش إنّك تكون أبونا”، لكن مع مرور الوقت، سيراجع السيد أحمد مرجان نفسه، وسيصالح الجميع، ربما بعد أن فهم أن أكواب الشاي بالياسمين لا تشتري كل شيء(…)، مصالحات ستؤدي به إلى حد الزواج بالأستاذة الجامعية التي كانت تنافسه في الانتخابات(…)!

إذا كان سر نجاح هذا الفيلم، الذي صدر منذ 15 سنة، يتجلى في تناوله لخليط من مشاكل المجتمعات العربية، من قضية التعليم ومشاكل الشباب، إلى الحيل الانتخابية والمتاجرة بالأرزاق(…)، فلمن تمعّن في السيناريو، تبقى غريبة وعجيبة، المقاربات والمقارنات بين أحداث هذا القالب الكوميدي الساخر، وما تعيشه بلادنا حتى يومنا هذا(…)، وقائع متشابهة قد تبدأ كما جرى هذا الأسبوع، باعتقال سعيد الزايدي، النائب البرلماني باسم حزب التقدم والاشتراكية عن دائرة بنسليمان، والذي وقع في حالة تلبس بتلقي الرشوة، وتنتهي عند طرق وأساليب الوصول إلى حكومات الآن.. حكومات اللؤلؤ والمرجان.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى