المنبر الحر

المنبر الحر | المدينة.. ذاكرة وتاريخ وكتاب مفتوح

بقلم: سعيد الهوداني

    من قال بأن المدينة أو القرية عبارة عن بنايات ودكاكين وطرق وساكنة فهو خاطئ لا محالة، فالمدينة أو القرية هي ذاكرة وتاريخ وكتاب مفتوح، يسجل كل صغيرة وكبيرة، ويعطي لكل ذي حق حقه.. فمن أهلها وأصلحها وجددها وطورها وحافظ على مالها وخيراتها وأنصف ساكنتها ووفى بما عاهد ووعد، سجل بمداد من فخر في سجلها، وذكره التاريخ بفخر واعتزاز في المحافل والمهرجانات والمقاهي والولائم والمآتم والندوات والمحاضرات، في حياته ومماته، والأمثلة كثيرة، إذ هناك منتخبون كثر خلدتهم ذاكرة مدينة خريبكة وقس على ذلك في سائر المدن والقرى المغربية، نذكر على سبيل المثال موحيد بوشعيب الملقب بـ”لورانس”، وعياش المدني، والمحامي السكتاني رحمهم الله جميعا.

أما من خان مدينته أو قريته وأهملها وأخلف وعده وعهده لساكنتها، كثر عليه القيل والقال، وذمه الجميع في المحافل، وأشارت إليه الأصابع، وويل لمن أشارت إليه الأصابع ولو بالخير فكيف بالشر.

تتمة المقال بعد الإعلان

إن انتظارات ساكنة خريبكة الفوسفاطية المهمشة، كثيرة ومتنوعة، فالطرق مهترئة ورديئة، بين حفرة وحفرة توجد حفرة، والشوارع الرئيسية تعرف تشققات وتصدعات منذ زمن بعيد (شارع الروداني نموذجا) ولا حياة لمن تنادي، أما الإنارة بالشوارع والأزقة فهي عبارة عن شموع بالكاد ترى ما بجانبك أو أمامك، ومنعدمة بجل الدروب والأزقة، الأتربة والغبار في كل مكان، وخصوصا الأحياء الجانبية للمدينة كحي الانبعاث وحي الفرج، ودوار بنجلون، وحتى بعض الأزقة وسط المدينة، وكذا غبار الفوسفاط الذي يغطي منازل وساحات القرى المنجمية.

أما على مستوى الترفيه، فملاعب القرب قليلة، والمسابح منعدمة، والحدائق قليلة، وحتى إن وجدت، فهي تفتقر إلى المرافق الصحية وإلى أماكن فيها ظل يقي الزوار حرارة الشمس.

ومن حيث توفير فرص الشغل، فالمدينة في حاجة إلى استثمارات مهمة تخلق فرصا للشغل لفائدة شباب المدينة، وخصوصا المؤهلين منهم علميا ودراسيا.

تتمة المقال بعد الإعلان

المجلس المنتخب كذلك ملزم بالترافع عن المدينة من حيث الزيادة في مساهمة الفوسفاط لميزانية المجلس، والمساهمة في إحداث فضاء متكامل للعجزة وللأطفال في وضعية صعبة، والزيادة في عدد حافلات النقل العمومي، وتمكين الأشخاص في وضعية إعاقة من الاستفادة منها مجانا، كما يجب على المجلس الانفتاح على جمعيات المجتمع المدني الجادة، الثقافية منها والرياضية والاجتماعية، ودعمها وتشجيعها للمساهمة في تنشيط فضاءات المدينة من أجل تنوير وتوعية وتثقيف الساكنة بما يفيد في سبيل الرقي بجميع مجالات الحياة نحو الأفضل.

إن الناخب المغربي الحر الواعي المثقف، أصبح شديد المراس، فهو يمكن أن يرفعك إلى القمة كما يستطيع أن ينزلك إلى الهاوية، وخير دليل على ذلك ما وقع لحزب العدالة والتنمية في الاستحقاقات الأخيرة.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ((فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)) صدق الله العظيم (سورة الأنعام الآية 43).

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى