تحليلات أسبوعية

بين السطور | رد وجيز.. على هامش غلاف بوريطة

بقلم: الطيب العلوي

    مباشرة بعد أن نشرت جريدة “الأسبوع” على غلاف عددها الأخير، صورة للسيد ناصر بوريطة، وزيرنا في الخارجية، مصحوبة بمقال داخلي تحت عنوان “ناصر بوريطة، صانع الأزمات”، وبعد أن واكب الموضوع مجموعة من المعارضين والمنابر الأجنبية المعادية للمغرب، الذين رأوا في الحدث فرصة لإيقاظ “الشرور” من جديد، سرعان ما تلقت جريدتنا مجموعة من الانتقادات، عبر الأنترنيت خاصة، والتي اقتربت حد التحضير لحملة هادفة لمقاطعة الجريدة.

ورغم أن أسلوب عدم الرد، أو عدم التجاوب مع الانتقادات، كان من بين أولى المبادئ التي تعلمتها خلال تجربتي المتواضعة والفتية(…)، التي تنفرد بخاصية الجمع بين العِصامي والعِظامي(…)، هاتان الكلمتان اللتان عادة ما تكونان معروفتين بجانبهما المضاد والمتباعد(…)، إلا أنه، ولما يصل الأمر حد حشر جريدتنا، من طرف الآلاف، ومن الشباب خاصة، في خانة أعداء الوطن، أو منزلة “عميل العدو”، في تلميح إلى أن “الأسبوع” تخدم مصالح أطراف أخرى غير تلك الملتحمة بالمغرب، رأت جريدتنا أن الرد والتجاوب هذه المرة، وبصفة استثنائية(…)، أصبح أمرا ضروريا.

أولا، أُذكّر الشباب، الذين لا لقب آخر لهم غير “جيل الأنترنيت”، والذين ليست لهم دراية كبيرة، للأسف، بماضيهم القريب(…)، أنه لما كان كبيرهم من أب أو جد، يدخل البيت يوم الجمعة، حاملا في يده اليمنى قفة “المقُدِيَة”، من فواكه وخضر وسكر وزيت، كانت “الأسبوع الصحفي” هي تلك “الكمشة” من الأوراق المطوية والمختبئة تحت إبطه الأيسر، حاجبا إياها عن عيون المارّة(…)، واجدا فيها جريدة من لا جريدة له، بحملها لجميع حقائق المغاربة ومسؤوليهم.

تتمة المقال بعد الإعلان

كما أنبههم إلى أن “الأسبوع الصحفي” ليست صفحة على “الفايسبوك”، ولا قناة على “اليوتيوب”، ولا حسابا على “تويتر” تم فتحه من طرف شخص واحد، وفي ظرف خمسة دقائق بواسطة عنوان إلكتروني، وإنما هي مؤسسة إعلامية، قائمة الذات منذ منتصف الستينات، ومشروع بدأ التحضير له منذ سنة 1958، مع بداية “مدرسة مصطفى العلوي” وتجربة مجلة “المشاهد”، بتشجيع من السلطان محمد الخامس، مدرسة يدخلها وينهل منها مفكرون، وأساتذة جامعيون، وباحثون ومثقفون، كتب على صفحاتها كبار الرجال، لائحتهم طويلة وعلى رأسهم عبد الكريم الخطابي.. هذه التجربة الصحفية التي عانت لأزيد من نصف قرن من المحاكمات والمضايقات، وحتى الاختطاف ومحاولات التصفية، انتهت بضم أكثر من 15 صحيفة، آخرها “الأسبوع”، والتي لم تساهم الواحدة تلو الأخرى في تنوير الرّأي العام فحسب، وإنما كانت في خدمة الجميع وبشكل آني، مُشكّلة صلات وصل بين مغرب “الفوق” ومغرب “التحت”، بمعنى أن مسيرها الراحل مصطفى العلوي، كان يستقبل المواطنين، البسطاء منهم، والضعفاء، ومهضومي الحقوق، كل صباح، في مكتبه المتواضع(…)، ويستمع لمشاكلهم، ويدوّن ذلك، كي يفتح مباشرة بعد وجبة الغذاء من نفس اليوم، صالونات بيته في السويسي، بالشاي والقهوة، لكبار هذا البلد، من أمراء ووزراء ورؤساء أحزاب، وعمال أقاليم، وضباط وعسكر وجنرالات، قصد مساءلتهم عما سمعه في الصباح من شكاوى المواطنين، قبل تحريره لهذا الموضوع أو ذاك، خدمة للوطن.. كان هذا، كل صباح وكل مساء، وكل شهر (ما عدا شهر غشت)، ولمدة ناهزت الستين سنة.

وكي لا نطيل عليكم بحيثيات الماضي، فإنه إذا تحول ميدان الإعلام من نوعية ما ذكرت، إلى صحافة “الميكروتروتوار”، الهادفة أساسا للضحك على نوعية المغاربة في الحديث، قصد حصد بعض المنابر لأكبر عدد ممكن من “الجيمات”، ففريق جريدتكم “الأسبوع الصحفي”، حاول الصمود، للحفاظ على نزاهة المهنة، حتى بعد فقدانه لمؤسسه مباشرة قبل أزمة “كورونا”، مما زاد من صعوبة مهمة حمل هذه الرسالة الإعلامية من جيل لجيل، وعمل جاهدا على ذلك، كي يصمد هذا الإرث الثقيل، وكون “الأسبوع” كانت من أولى المنابر التي استأنفت الطبع والتوزيع مباشرة بعد الترخيص للجرائد بالصدور بعد رفع الحجر الصحي، العام الماضي، وهذا خير دليل على قوة وموضوعية هذه المؤسسة الإعلامية، في وقت امتنعت فيه معظم العناوين الورقية عن الصدور، وليومنا هذا، لسبب من الأسباب(…).

أما في إطار الاستفسار عن غلاف “بوريطة صانع الأزمات”، فالمعتاد في من يتصفح موادنا، أن يكون على دراية بمختلف زوايا معالجتنا للمواضيع، وخاصياتنا في النقد، المختلفة عن المنابر الأخرى، والمُجتنبة بقدر المستطاع(…) للانضمام إلى أصحاب “شاف الربيع ما شاف الحافة”، موجهة الأصابع كل مرة لا صوب شخص بالذات رغم تسميته، وإنما صوب ما يجب معالجته، ولمن يقرأ(…) ولا يكتفي بالصور والعناوين فحسب(…)، سرعان ما استنتج مما بين السطور(…)، أن المادة المنشورة، ومن باب الغيرة على الوطن(…)، لم تنتقد السيد ناصر بوريطة كشخص، ولا إنجازاته التي نالت اعتراف المغاربة والأجانب، وإنما فقط بعض الأساليب الأخيرة، التي ربما تكون هي التي أيقظت عداوة البعض نحو بلدنا، في أمل هدنة قريبة، لأن المغرب وجد نفسه، كما سبقت مقدمة غلاف العدد المذكور ذكرهم، في خلاف مع بلدين أوروبيين في آن واحد، و”الكذب على الله حرام”، هذا يشكل فعلا أزمة لنا، خصوصا وأن الدول الأوروبية، تبقى أحب من أحب، وكره من كره، أوراقا يستنشق المغرب هواءها في عدة قطاعات.

تتمة المقال بعد الإعلان

فـ”الأسبوع الصحفي” إذن، بعيدة كل البعد عن معاداة الوطن، وما أعداء الوطن الحقيقيون إلا إبراهيم غالي، ابن منطقة الرحامنة، والذي بالتأكيد لن يُدفن فيها(…)، وأميناتو حيدر، أفعى البوليساريو، المسممة لكل شيء(…)، وراء قناع “النشاط الحقوقي”، وعبد المجيد تبون، بعدائه المستفز والمتطور مع مرور الأيام(…) تُجاه المغرب، والذي خطف من بوتفليقة، وفي وقت قياسي، لقب “الجار اللدود”، وعلي لمرابط، الذي انضم مؤخرا إلى التشكيلة، بتدويناته على مواقع التواصل، بالعادي والبادي، منتهزا كل فرصة رأى فيها فجوة مناسبة أو “غير مناسبة”، لخدش صورة المغرب، وزكريا المومني، بطل العالم “الغير أولمبي”، الذي استهدف وجوه رجالات الدولة بشكاوى كيدية، عوض استهداف منافسيه الأولمبيين، إن كان فعلا كذلك(…)، وبيدرو سانشيز، بسهمه المسموم الذي وجهه نحو المغرب سنة 2011، لما جاءنا بصفة مراقب للانتخابات، ممثلا لمنظمة المعهد الديمقراطي الدولية، والذي تبين بعد عشر سنوات، أن ذلك “السهم المسموم” لم يكن بالوحيد في كيسه(…)، ومحمد حجيب، المحتمي ببرلين(…)، للتحريض ضد المملكة المغربية ومؤسساتها.. و”الكمالة فراسكم”…

‫2 تعليقات

  1. تعليقا على المقال
    لا احد يشكك او يخون جريدتكم العريقة ،او يفند النقد الدي تقومون به بحجة العقلانية والحيادية والموضوعية ولكن دغدغة العواطف لن تأتي بشيئ لان ان حكم التاريخ والقدم والتجربة لم يعد له مدلول في العصر ال و أصبح العالم يتغير بسرعة الضوء ،والحكم على الأشياء يكون بخواتيمها
    وبالنسبة للأزمة الحالية مع اسبانيا والاتحاد الأوروبي، يمكن استخلاص عد ة نقط :
    أن المملكة لم تتبنى هدا الخطاب عن عبث ، لان هذا الخطاب بدأ مع ما يسمى مؤتمر برلين 1
    انه لا يمكن ان تكون اجهزة الدولة الامن الوطني و الدفاع والداخلية في يد وزير الخارجية ،مما يعني ان قرار دخول المهاجرين الى سبتة قرار دولة وليس وزير
    ان الوزير بوريطة (ليس دفاعا عن الرجل ولكن من منطلق الحياد) يعرف تمام المعرفة اجهزة الاتحاد الأوروبي والامم المتحدة أكتر من اي شخص
    ان تصريحات الرجل (بغض النضر عن نتائجها )خلقت حس وروح وطنية لم نكن نعرفها من قبل ،وأصبح هناك تماسك اكبر المجتمع المغربي ( نظرية العدو الخارجي من اجل التماسك الداخلي)
    ان المكانة الدولية و القوة الإقليمية لا تأتي بالتوافقات وانما بفرض المطالب و الحضور

    كنا نأمل تجنب الخوض في نقد السياسة الخارجية للمغرب وشخص بوريطة على الأقل الى نهاية هذه والازمة وبدل دلك شرح الابعاد الاستراتيجية و المصالح خاصة بكل طرف( معذرة على الاسلوب

  2. كل التضامن مع الجريدة، … بلا حدود لا أفقية ولا عمودية – باش نتفاهموا من الأول –
    الله يرحم مولاي مصطفى، مشى وخلى (ترك) …، من جهة خلانا بلاش فعلا، خلى مكان كبير فيه فراغ كبير، لحسن الحظ لازلت تنشر كتاباته، ونتمنى ان يعاد نشرها ولو بشكل آخر إذا اقتضى الحال ذلك – هاد الساعة بعدا ما تبدلوا والو –
    الاسبوع الصحفي مدرسة وقبل منها الاسبوع الصحفي والسياسي الكواليس – في حدود ما وعيت عليه وقرأت منه منذ الصغر –
    الجريدة هذه لها الفضل للعديد من المغاربة بدون شك ولا نقاش في تطوير الوعي السياسي عندهم، وكذلك اطلاعهم على ما لا يقال الا فيها من اخبار وتحاليل الخ، لا تعجب دائما ولها توجهاتها الخاصة بها اكيد كغيرها في العالم، لكن ابدا لم يتطاول عليها – على حد علمي – اي أحد ممن عايشوها حتى من كانت تنتقدهم وكذلك من لا يؤمن بها …
    جريدة كانت – واظن لازالت – متميزة شكلا ومضمونا، فحتى من حيث اللغة فلغتها عربية محترمة جدا تحوي في طياتها خصوصية “متغربيت”، جريدة مغربية بامتياز
    الجريدة كانت دائما تنتقد بطريقتها شخصيات من حجم السيد بوريطة المحترم، وربما اكبر منه (ليس تصغير للرجل فهو من ركائز الخارجية الرسمية المغربية وما يعنيه ذلك بالامس واليوم ) وفي سياق ووقت اصعب مما نحن فيه (فعلا لكل زمان اكراهاته والتي نعيشها لا تقل اهمية واستثناء)،
    مولاي مصطفى الله يرحمه كان محترما معلما ولا شك ان من يشتغل معه لا يقل احتراما ومن تربى في كنفه لا يمكن الا يكون قد نهل مما كان يجود به على قرائه، ان من حيث المواضيع والاسلوب ولكن كذلك من حيث شخصيته، فعلا لكل شخصيته ولا مجال للمقارنة ومن اراد المقارنة فسوف يضيع الوقت في ذلك
    المهم ان تستمر التجربة بنفس الخط الناظم الذي تركه المؤسس لها، وان كان هناك قصور ما فلا يمكن البتة ان يحال على ما يعيشه عدد مما ينعت بالصحافة حاليا، الاكيد ان “جريدتنا” بدأت تثبت اقدامها بعد المصاب الذي هزها، ولي لقى احسن من العسل يلعقه
    على كل حال النقد البناء لن يضر الجريدة او الاشخاص عامة، ولعلى الوازع هو الغيرة عليها، ان يختلف الرأي لا يجب أن يفسد للود قضية، او يخرج التعامل عن حدود الاحترام، والاحترام طبعا يستشف من خلال ما يقال ايا كانت الصيغة او الكلمات التي استعملت
    مولاي الطيب ومن معه، اعلم ان “لي دار عقله في النخالة ينقبوه الدجاج”، أظن الرسالة وصلتكم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى