المنبر الحر

المنبر الحر | ماذا لو كانت مجالسنا المحلية في مستوى هذه التطلعات ؟

بقلم: عثمان محمود

    ماذا لو أن أحزابنا المتنافسة على الظفر بتسيير هذا المجلس المحلي أو ذاك، وضعت برامج عملية وأهدافا واقعية، تضبطها الأرقام، وتحددها التواريخ، ويترجمها التنفيذ الجاد والمسؤول على أرض الواقع، فيلمس المواطن نتائجها أولا بأول، حتى ولو كانت هاتيك الأهداف والغايات قليلة، والميزانيات المرصودة لها، في حدود الإمكانيات المتاحة؟

ماذا لو صدقت نوايا أعضاء مجالسنا المحلية، في خدمة الصالح العام داخل المدينة أو القرية، وحضر التنافس الشريف، والتسابق الحثيث من أجل تحمل تبعات هذا التكليف لا التشريف؟

ماذا لو قام أعضاء المعارضة داخل مجالسنا المحلية، بدور الرقيب اليقظ الذي يطرح البديل الأمثل المعزز بالنسب العالية للنجاح والتفوق بدل التفنن في القيام بدور المعارضة الجامدة التي لا تتقن إلا عملية العرقلة المبطئة لكل سير عادي، والواقفة بالمرصاد لكل ما من شأنه أن يساهم في خدمة الصالح العام للمدينة أو القرية؟

ماذا لو سعت مجالسنا المحلية إلى توفير الأجواء الملائمة لعمل الموظفين الساهرين على خدمة المواطنين، فنظمت أوقات عملهم أحسن تنظيم، ووزعت المهام حسب الأوليات، ووفرت أماكن الاستقبال لأولئك المواطنين، وعملت على محاربة كل ضروب التماطل والتسويف حتى لا تجد لها موطئ قدم أثناء تعامل الموظفين مع طالبي الخدمات؟

ماذا لو سهرت مجالسنا المحلية على تنفيذ المشاريع المسطرة خلال الدورة الانتخابية على قدم وساق، حتى تستفيد الساكنة من خدماتها في أقرب الآجال، وبشكل متزامن، لا أن تعطي الأهمية والأسبقية للمشاريع ذات الصبغة الكمالية على حساب تلك التي تحمل مواصفات الضرورة الملحة، والغاية المستعجلة؟

ماذا لو خصصت مجالسنا المحلية منصات رقمية، هدفها تمكين الساكنة من الاطلاع على المستجدات، ونتائج الاجتماعات، والمحطات التي عبرتها المشاريع والإنجازات، هذا فضلا عن نشر الإعلانات وما إلى ذلك مما يحتاج إلى إخبار سكان المدينة أو القرية به، فوسائل التكنولوجيا الرقمية باتت اليوم حاضرة في حياتهم بشكل ملموس؟

ماذا لو أن مجالسنا المحلية بعملها الدؤوب، وتسييرها المسؤول للشأن العام داخل مدننا وقرانا، مهدت الطريق السالك إلى جهوية ناجحة، يسود في كنفها التكامل والتآزر بين المناطق التي تشكل خريطتها المترامية؟

ماذا لو أن مجالسنا المحلية كانت مثالا حيا للديمقراطية الفعالة التي همها الأوحد أن يخدم الشعب نفسه بنفسه، في ظل الإمكانيات المتاحة، وحسب الظروف المناسبة، بعيدا عن كل التجاذبات السياسية، والمناكفات الحزبية التي تسمع خلالها الجعجعة المدوية، ولا يرى في كنفها القليل واليسير من الطحين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى