المنبر الحر

المنبر الحر | جزائريون قالوا “لا للبوليساريو”

بقلم: هشام عميري

    رغم العداء الذي يمارسه قادة الجزائر تجاه المغرب وتجاه وحدته الترابية، إلا أن هذا البلد الشقيق خرج من رحمه قادة سياسيون، منهم من جلس على كرسي قصر المرادية ومنهم من ترأس سفينة الأحزاب السياسية بالجزائر، غير أن هؤلاء رفضوا وجود الكيان الوهمي وقالوا “لا للبوليساريو” معترفين بمغربية الصحراء، فهناك من ألقى حتفه بسبب تلك التصريحات ومنهم من طلب اللجوء السياسي بحثا عن الأمن والأمان، بعدما أصبحت تصريحاته تشكل خطرا على حياته وحياة أسرته داخل بلده الأم الجزائر.

عمار سعداني يطلب اللجوء السياسي بالمغرب

    شكل الخبر الذي أوردته صحيفة “لوسوار دالجيري” مؤخرا، حول قيام الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، بتقديم طلب من أجل الحصول على اللجوء السياسي بالمغرب، موجة غضب لدى جنرالات الجزائر، خاصة وأن سعداني صرح في العديد من اللقاءات الإعلامية، بأن الصحراء تعتبر مغربية، إذ سبق وأن قال في إحدى تصريحاته “أنا في الحقيقة أعتبر الصحراء مغربية، وليست شيئا آخر، واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين، وفي رأيي، أن الجزائر تدفع أموالا كثيرة للمنظمة التي تسمى البوليساريو…”.

لم يكن هذا التصريح وحده فقط الذي يعترف فيه رئيس البرلمان الجزائري الأسبق في عهدة عبد العزيز بوتفليقة، بمغربية الصحراء، بل سبقته عدة تصريحات أخرى، كلها كانت تشكل خطرا على حياة عمار سعداني، مما جعله يغادر الجزائر بحثا عن الأمان، في حين علق الإعلام الجزائري بأن “عمار يعتبر فارا من العدالة بسبب الفساد الذي يلاحقه إبان حكم بوتفليقة”.

وتتحدث تقارير إعلامية، عن أن “عمار سعداني قد استقر مؤخرا بمدينة مراكش، حيث بدأ الاستثمار فيها، وذلك بخلق مجموعة من المشاريع”.

وعرف سعداني بخطاباته النارية تجاه الجيش، حيث طالب بضرورة فصل الجيش عن السياسة، وعدم التدخل في الشأن السياسي والحياة الحزبية بالجزائر، وقد تقلد عدة مناصب سياسية، إذ ترأس المجلس الشعبي الوطني منذ سنة 2002 إلى 2007، كما انتخب أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني عام 2013 واستمر في المنصب إلى غاية تقديم استقالته سنة 2017.

بوضياف.. الرئيس الذي اغتيل بسبب حبه للمغرب

    لازلت خيوط اغتيال الرئيس الجزائري محمد بوضياف متشابكة، وخاصة التصريحات الأخيرة لابنه، والذي أكد فيها بأن هناك أربعة جنرالات جزائريين متورطين في مقتل والده، بسبب حبه للمغرب.

فمحمد بوضياف ترأس الجزائر من 16 يناير 1992 إلى 29 يونيو 1992 تاريخ اغتياله، وذلك عندما كان يلقي خطابا أمام حشود من المواطنين، فبوضياف وبعد حصول الجزائر على الاستقلال من المستعمر الفرنسي سنة 1962 ودخول البلاد في معترك سياسي، هرب نحو المغرب، بعدما تم الحكم عليه بالإعدام واختار بالضبط مدينة القنيطرة كمنفى له، حيث استقر فيها وكون أسرته، وبدأ في الاستثمار داخل المغرب الذي أحبه، وبعد دخول الجزائر في حرب أهلية بين الجنرالات من جهة والإسلام السياسي من جهة ثانية بقيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، التي كانت تشكل خطرا على الجنرالات، ومن أجل وقف زحف الإسلاميين وسيطرتهم على العملية الانتخابية خاصة بعد اكتساحهم للانتخابات التشريعية لسنة 1991 في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، ما كان على الجنرالات إلا الاتصال بمنقذهم محمد بوضياف، من أجل تخليصهم من الإسلام السياسي، فعاد بوضياف من منفاه الاختياري وأصبح فيما بعد رئيسا للجزائر بعدما تم حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مارس 1992، غير أن يد الغدر كانت تتربص به، بسبب حبه للمغرب واعترافه بمغربية الصحراء، الأمر الذي دفع بجنرالات الحكم إلى منعه من زيارة المغرب في العديد من المناسبات ولو في زيارات أسرية لعائلته بمدينة القنيطرة، لكن إصراره على العودة إلى مدينة القنيطرة ورفضه للكيان الوهمي، دفع بالجنرالات إلى اغتياله يوم 29 يونيو 1992 وهو يلقي خطابا بدار الثقافة. وهو الحادث الذي لم ينسه الشعب الجزائري ومعه المغاربة الذين أحبهم بوضياف فأحبوه.

بن فليس الذي وعد بفتح الحدود.. فأفلس في الانتخابات الرئاسية

    كان علي بن فليس، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني والرئيس الأسبق للحكومة الجزائرية في عهدة عبد العزيز بوتفليقة منذ عام 2000 إلى 2003، قد وعد الشعب الجزائري بأنه في حالة فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2019، والتي آلت نتائجها للرئيس الحالي عبد المجيد تبون، بأنه سيفتح الحدود البرية مع المغرب، وسيجعل بطاقة الهوية هي ورقة عبور المواطنين المغاربة إلى الجزائر عوض جواز السفر، معتبرا في نفس السياق، أنه لا يوجد نزاع حول الصحراء، بل هناك سوء تفاهم في العلاقات بين المغرب والجمهورية الجزائرية، غير أنه أفلس في الانتخابات وأفلس معه حلم فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ صيف 1994.

تصريحات ابن فليس خلقت موجة غضب في صفوف بعض القادة الجزائريين، في حين اعتبر بعض المحللين والمختصين في الشأن المغاربي، أن تصريحات علي بن فليس بخصوص فتح الحدود مع المغرب، ستكون لها نتائج إيجابية بخصوص الوحدة الترابية للمملكة، وستكون ضربة موجعة للبوليساريو.

وبعد خسارته للمعركة السياسية، أعلن رئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس اعتزاله الحياة السياسية، وذلك بعدما تحطم حلم توحيد دول المغرب الكبير، وتحطم حلم وصوله إلى قصر المرادية، وذلك بعد خوضه غمار الانتخابات الرئاسية لثلاث مرات، كانت الأولى سنة 2004 والثانية في 2014 والثالثة في سنة 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى