تحليلات أسبوعية
تعليق واحد
اترك تعليقاً إلغاء الرد
هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.
هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.
“فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” – التغابن 16 –
هي في الحقيقة الطبيعة ولازالت وستبقى دائما ماسكة بزمام الأمور، فالجوع والطمع والجشع وحب الخير و و و، كلها طبيعة تحرك الانسان وتدفعه نحو البناء او الهدم، – مفهوم مغاير لما اراده المقال من كلمة الطبيعة -،
فدوافع الانسان الطبيعية ان كانت هي المحرك ففي تضاربها أحيانا ما يكفل ضبطها وتنظيمها وحتى ايقافها ومنعها ان اقتضى الأمر بما يكفل دفع المفسدة،
ودائما في سياق “فاجعة” المعمل “السري” في طنجة وعلاقة مسبباتها بالطبيعة بتجلياتها المتعددة – رحم الله الأموات -، وبغض النظر على كون المعمل سري أو غير سري وبعيدا عن الجدل حول المقصود بالسري وكيف يمكن ان نتكلم على وحدة صناعية بما تحمله الكلمة من أجهزة ومعدات و و و، وإذا أردنا المزايدات فيما هو سري او غير سري وما هو قانوني وغير قانوني …،
فالأمثلة كثيرة، ويمكن كما قال احدهم كلنا “متهمون الى أن يثبت العكس”، للاستئناس ومن باب الدعابة فحتى من يشتري زجاجة خمر من لابيلفي أو كارفور أو أي محل بقالة تبيعه – بل حتى المطاعم – بشكل سري، فيخبؤونه في كيس أسود أو يلفه بجريدة، وكذلك من باعه فهو يبيعه بسرية …
بعيدا عن كل هذا، ألا يجدر بنا والمناسبة من عند الله وفي خضم تبعات ونتائج كورونا – من عند الله – ان يتم “محاولة” جعل الإقتصاد الوطني وآلياته يقف على واقعه كما هو حقيقة والقطع مع النشرات والاساليب الاعلامية المبالغة في “التفاؤل” و”تزويق” الواقع …، مما يشكله من خطر على المواطن كونه يعيش في وهم الى ان يصطدم بالواقع، وكذلك المستثمر معتقدا في كفاءات عاملة “جلها” غير ذات مؤهلات مهنية أو أخلاقية حتى … مع الأسف
بعيدا عن التشاؤم، فالمراكز الاقتصادية، مهنية كانت او تجارية والادارية والسياسية كذلك الخ، كلها يجب اعادة عجنها من جديد، الا من رحم ربي فالأغلب يتظاهر بالعمل والآخر يتظاهر بأداء المقابل اللازم أو الكافي، وفي الواقع لا أحد منهم “يعول” على الآخر ويحسب بعضهم البعض في الخفاء أعداء
المثير بعد الواقعة أن الصحف الإيليكترونية ومواقع التواصل تبادلت اخبار “سرية” المعمل بشكل يوحي ان الأمر ناذر وغريب عن المغرب ! (حتى دول أوروبية فيها مثل هذه الوحدات)، على كل حال ما يهم هو أن المواقع تلك لم تتناول الموضوع من جهة اجتماعية كذلك بل “طاحت” (تداولت) على القضية بما يشبه “الشتيف” (الرفس …)،
سؤال يطرح نفسه اليست اغلب الاحياء بطنجة، الدار البيضاء – حدث ولا حرج -، فاس، الرباط … تعج بمثل هذه الوحدات ؟، الا تساهم هذه الاخيرة في امتصاص البطالة، وفتح بيوت بكرامة ؟،
وكيف يمكن القول ان السلطات لا تعلم بوجوده ؟، الا يقلل ذلك من قيمتها ؟، اتركونا من المثالية المزيفة، فالمسؤول بين مطرقة لزوم توفير فرص الشغل وسندات اعمال القوانين بمواصفات لا يتحملها المستثمر، اكراهات المعيشة من سكن وتطبيق و …، و… ، وسندان اختيار مصدر رزق حلال كريم يكفي او لا يكفي …
كان الأجدر كما “أغمضت” الأعين من أجل ترقيع الوضع الاقتصادي للمشتغلين – على حد العلم لم يكونوا عبيدا، يشتغلون غصبا -، ان يتم بنفس “الروح” العمل على تتبع ومعالجة الملف قانونيا وحقوقيا واقتصاديا بحكمة، كون رأس المال جبان كما يقال، وأسهل ما يكون أن يجمع الجميع حقائبه ويترك جحافل العاطلين يتواجهون مع الدولة وهي في أضعف وضع بسبب كورونا
نعم يمكن تكييف القضية وتفاصيلها وايجاد اخراج وفق الضوابط التي كانت ستعمل بها الوحدة لو كانت الامور “قانونية” من تعويضات وغيرها في حالات القوة القاهرة، نعم كانت هناك قوة قاهرة تسببت في موت الناس وهذا هو الموضوع وليس الوحدة الصناعية ولا المكري والمكتري، وإلا أين البنية التحتية ؟، أين الشركة المشرفة على التطهير ؟ …
الواقعية الإجابية تقتضي في كل الحالات التعامل مع مثل هذه الأمور بدءا بحسن نية، ووفق مقاربة تضامنية كفيلة بتثمين وتتميم ما تم انشاؤه وبدأه من سبقونا ووضعه رهن المصلحة العامة للبلاد والعباد، بدل الجلد والهدم، فقط للركوب على موجة نزوة عابرة تسمم احشاء مجتمع تواق الى حياة كريمة وأمل في مستقبله ومستقبل مؤسساته، ما لن يتأتى إلا بتضافر الجهود ولو بحد ادنى من التوازنات، تحافظ على الاستمرار باضطراد، بغية التطور والمساهمة في تماسك الاقتصاد الجماعي والوطني عامة والمجتمع المغربي بمشاربه ومنابعه المختلفة