كواليس دولية

بعدما كان صديقا.. هل هي نهاية العلاقة بين الرباط و الحزب الاشتراكي الإسباني

الأسبوع. زهير البوحاطي

    كانت العلاقة بين الحزب الاشتراكي الإسباني والمغرب جد قوية وتتميز بالتعاون في جميع القطاعات خصوصا منها الأمنية في مجال محاربة الإرهاب ومافيا المخدرات والهجرة السرية مرورا بالمجال الاقتصادي وتنشيط السياحة بين البلدين.

فبعدما كانت العلاقة المغربية الإسبانية برئاسة الحزب الشعبي متوثرة، وعاشت أجواء من الاصطدامات كان آخرها، أزمة جزيرة ليلى التي تقع في مضيق جبل طارق، وهي أزمة حصلت بين كل من المغرب وإسبانيا حول ملكية جزيرة تورة وقد تحولت الأزمة في وقت لاحق إلى صراع مسلح بين البلدين بدأ منذ 11 يوليوز ثم انتهى في 20 يوليوز من العام 2002، حيث كان يترأس حكومة مدريد آنذاك الحزب الشعبي.

وبعدما تولى الحزب الاشتراكي صديق المغرب رئاسة الحكومة بزعامة “خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو”، الذي كان لا يفارق المغرب خصوصا في المناسبات الرسمية، كما أنه فتح المجال لإدماج العديد من المغاربة داخل المجتمع الإسباني دون تمييز أو عنصرية كما كانت معتادة في عهد الحزب الشعبي، الذي كان يهاجم ويحارب المغرب والمغاربة بكل ما أوتي من قوة.

لكن حسب العديد من السياسيين الذين استغربوا بشكل كبير، تغيير المغرب سياسته مع هذا الحزب الذي كان في وقت قريب صديقا مقربا، ويمد يد الصداقة دوما للمغرب، إلا أن هذا الأخير أدار ظهره لهذا الحزب الذي يوصف باليتيم داخل الكتلة السياسية الأوربية، حيث لم يكن له منفذ ولا ملجأ سوى المغرب للتعاون معه، لكن بداية جائحة “كورونا” وإغلاق المعبرين سبتة ومليلية، حيث كان المتضرر الأول من هذه العملية هو الحزب الشعبي الذي يترأس حكومة المدينتين المستقلتين اللتين تتمتعان بالحكم الذاتي ولا تتلقيان الدعم من الاتحاد الأوربي الذي لا يدعم المدن المتنازع عليها حسب الاتفاقية المبرمة بين الدول الأعضاء في الاتحاد، ولهذا قام الحزب الشعبي بكل من سبتة ومليلية بالضغط بشكل كبير على الحكومة الاشتراكية بمدريد من أجل الضغط على المغرب لفتح المعبرين في وجه المسافرين والزائرين لإحياء اقتصاد المدينتين بعدما صارتا مؤخرا تنتظران صرف ميزانيتهما من طرف حكومة مدريد من أجل استمرار الحياة داخل هاتين المدينتين اللتين تفتقدان إلى الموارد المحلية بسبب غياب النشاط الاقتصادي كما أن المجال السياحي منعدم بالمدينتين اللتين تعاني بلديتاهما عجزا ماليا، وتوقفت عدة مشاريع كانت مبرمجة خلال هذه السنة التي أوشكت على الانتهاء.

وحين اقتربت العلاقة المغربية بالحزب الاشتراكي من الترميم وإصلاح بعض القرارات التي كانت محل صراع وغير محسوبة العواقب والتي كان من ورائها نائب رئيس الحكومة الإسبانية “بابلو إغليسياس” زعيم حزب “بوديموس”، حيت اقترب المغرب من فتح المعبرين سبتة ومليلية في وجه المغاربة المرتبطين بالمغرب بصفة خاصة والجالية والعمال المحاصرين بصفة عامة، حيث كان من المقرر عقد اجتماع هو عبارة عن قمة بين الحكومتين المغربية والإسبانية برئاسة الملك محمد السادس من أجل البحث في مجموعة من الملفات التي تقلق الجارة الإسبانية، من ضمنها ملف الهجرة السرية والمخدرات والتعاون في مجال الإرهاب القريب من إسبانيا بعدما تم إحباط مخططات إرهابية قريبة من الجارة الإسبانية بمدينة تطوان الأسبوع الماضي.

وكان من المقرر عقد هذه القمة يوم 17 من الشهر الجاري، لكنها تأجلت حسب المصادر الخاصة بـ”الأسبوع” والتي أشارت إليها في موضوع سابق، بسبب تصريحات نائب رئيس الحكومة حول قضية الصحراء التي تم الحسم فيها بقرار أمريكي.

فبعدما كانت وجهة رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز” الرباط، غير وجهته نحو فرنسا لأسباب مجهولة.. هل هي تتعلق بالقرار الأمريكي الذي يعترف بالصحراء المغربية أم لأسباب أخرى لا يعلمها إلا وزير الخارجية المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى