المنبر الحر

المنبر | حين تُلزم “كورونا” قراءة “اللطيف”…

بقلم: نجمة الرفاعي

    للطيف اللطيف اللطيف…. لربما هذا ما كان سيستعين به أجدادنا لو كانو على قيد الحياة، موروث ديني نابع من فؤاد كل مؤمن بالله يستنجدون به وقت الأزمات فهو اللطيف بعباده.
يشهد العالم ميلاد ضيف غير مرغوب فيه، يعبر القارات كالبرق زارعا في طريقه الرعب و الهلع في قلوب من كبر شأنهم أو صغر مستواهم. هدا العالم الشاسع الواسع الغني بالثقافات، و العادات، و الأعراف، والزاخر بشتى أنواع أنماط العيش، ميلاد الضيف الجديد كان كافيا لإيقاف الأرض عن الدوران، و غلق الحدود، و إبعاد القريب، و قبرِ كل تلك العادات ليتبنى العالم نفس نمط العيش رغم العزلة التي تغرقه.
و لازال المحللون، و الباحثون، و التائهون، والجهل، و ذوي العلم، يختلفون إن كان الضيف الجديد مولود أو مصنوع، فأصحاب نظرية المولود يختلفون في نسبه، ليختلف أصحاب النظرية الآخرى عن صاحب براءة الإختراع، و إلى حين الجزم في مهية هدا الضيف يسجل المستضيف تحول في الجذر، و الأصل، و الفرع، ليختفي نشاط قرية النمل، و إنتاج خلية النحل، قبل أن نستثني حبل الوريد المتجسد في عائلة الصحة بكل رتبها.

هدا الضيف المجرد من كل أدوات القياس، قادم يبطش ببني آدم بطشا غير مفرق بين ذوي السلطة و الجاه ولا بين ذوي الحاجة و الإملاق. فلا المراكز العالية ولا الحسابات المكتنزة ولا الجنسيات الأجنبية قادرة على ردع هدا الجائر المعتدي.

لنتسأل، أو ربما السؤال يطرح نفسه هل كل هدا الجبروت و الطغيان للقضاء على عُزل؟ فالشيب استنفدو ذخيرتهم في رحلة طويلة، و الولدان لم يجمعوها بعد. ونمضي بالسؤال لماذا لم يعترف الصانع باختراعه؟ ولم يقرّ الأب ببنوته؟

أهو ضرب تحت الحزام؟ فالشيخ أفنى قواه في الجد والعمل إلى أن استبعد من رقعة النشيطين، و الصبي دو الحظ العثر.

أم هي لعبة القبضة الحديدية بين الصانع و الأب؟ لنكتشف أن الضيف الجديد هو “جريمة السفّاح”.

و عند كتابتي لهاته الكلمات أو ترتيبي لهاته الصور لم تكن نيتي معالجة الموضوع لا من الناحية الدينية و لا الأدبية و لا العلمية…. أعباد الله الناس تتموت بكرونة و أنا غتقتلني غي الخلعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى