تحقيقات أسبوعية

مصطفى العلوي يناشد صحفيي المستقبل بأن لا ينافسوا “المخازنية”

بعد المنجرة وبوطالب.. إطلاق اسم قيدوم الصحفيين على خريجي الفوج 22 للمعهد العالي للصحافة والإعلام

البيضاء: الأسبوع

   بعد أن وزع الجوائز، على الدفعة 22 من خريجي المعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء، تناول الكلمة مدير “الأسبوع”، مصطفى العلوي، وقد اختير لكي يطلق اسمه على هذه الدفعة، ليعبر عن متمنياته بأن يسلك الصحافيون الجدد مسارا يتجاوب مع نبل الصحافة وشرفها، بصفتها واحدة من أنبل المهن وأشرفها، وأن يكونوا شهودا لا أطرافا، صحفيين يوجهون نحو الإصلاح في هذا الزمن الذي اختار فيه كثير من الصحافيين، أن يضايقوا المخازنية في الاكتفاء بترديد الله يبارك فعمر سيدي، بينما مهمة الصحفي هي المساهمة في الدفع نحو إصلاح الأوضاع، والتوجيه نحو تقويم الأخطاء، حسب قوله.

   العلوي، الذي انضاف اسمه إلى القائمة التي تضم عالم المستقبليات، المهدي المنجرة والدبلوماسي عبد الهادي بوطالب، باعتباره راعيا للفوج 22، كان يتحدث خلال حفل التخرج الذي أقامه المعهد المذكور بأحد فنادق الدار البيضاء يوم الجمعة الماضي، بحضور بعض عائلات المتخرجين، أشار إلى بعض المحطات في تجربته المهنية، رفقة “أوائل الصحافيين الأقطاب، مثل عبد السلام حجي والمهدي بنبركة الذي كان يسير صحيفة حزب الاستقلال بالفرنسية، وعلال الفاسي مدير ومحرر الافتتاحيات بجريدة العلم، بالإضافة إلى عبد الكريم غلاب وعلي يعطة الذي بنى مجده من الصحافة..، اليوم الصحافيون بالآلاف، نتمنى أن يكون لهذا الضغط مردودية، على الوطن وعلى مشاكل المجتمع المغربي، لأن الصحفي بالدرجة الأولى عين المجتمع والشاهد.. هو إنسان قد يخطئ وقد يصيب، ولكن الصحافة أشرف مهنة وأعظم مهنة سواء في العالم”، يقول العلوي قبل أن يضيف في كلمة صفق لها الحاضرون: “الصحافي هو الإنسان الذي ينطلق من الاقتناع بشرف المهنة، فعندما يتنازل الصحفي عن هذا الشرف، يفقد قراءه، لأن القارئ المغربي من أذكى القراء..”، يقول صاحب كتاب “الحسن الثاني الملك المظلوم”.

   وتخللت المناسبة شهادات في حق مدير “الأسبوع”، من لدن بعض الشخصيات المعروفة على المستوى الوطني، مثل الصحافي السوداني، طلحة جبريل، الذي قال إنه يعتبر مصطفى العلوي بمثابة الرائد، “أعرف أن مصطفى العلوي صحفي حتى النخاع في حياته وفي علاقاته وهو رائد بهذا المعنى، لأن الرواد هم الذين يفتحون المجالات للآخرين..”، يقول طلحة، الذي قال:” إن العلوي خلق مدرسة خاصة في الصحافة، يمكن تسميتها ((صحافة مصطفى العلوي))، مع العلم أن صحفه، تعد الأكثر قراءة في المغرب إلى حدود اليوم، وهذا يعطيه الحق لأن يعتز ويفتخر بأنه أحد الأعمدة التي تستند عليها الصحافة المكتوبة رغم الظروف الصعبة التي تمر منها”، حسب قول طلحة جبريل، الذي يعتبر الصحافة مهنة للمتعة، وليس المتاعب.

   “العلوي آمن بالبحث عن الخبر والحقيقة، وصحافته هي صحافة الأخبار والإخبار، ويجب أن تفتخروا بأن هذا الفوج يحمل اسم مصطفى العلوي”، هكذا تحدث طلحة، قبل أن يتحدث زميله الذي يدرس في نفس المعهد، محمد حفيظ، وهو الوجه الاتحادي المعروف، هذا الأخير قال: إن المحتفى به، شهد كل التجارب التي عاشها المغرب المعاصر منذ ما قبل الاستقلال، وهو شاهد على التجربة الصحفية المعاصرة وله أسلوب خاص ومدرسة وتجربة خاصة، وقد نجح في الحفاظ عليها”، قبل أن يضيف بأن مدير “الأسبوع”، لم يتأثر بموجة الصحافة الإلكترونية، وبقي وفيا لقرائه وأسلوبه، “حيث يمكن الحديث عن قراء خاصين لمصطفى العلوي يدمنون افتتاحياته، ينتظرونه مع صدور كل عدد.. فعندما نتحدث عن مصطفى العلوي نتحدث عن افتتاحية تتضمن الخبر والتحليل والرأي والموقف، كما نجد فيها الإشارة إلى بعض الأحداث التاريخية حيث ينجح الكاتب في الربط بين الماضي..” يقول محمد حفيظ.

   وقد تفاعل الحاضرون بشكل كبير مع الشريط، “البورتريه” الذي أنجزه بعض الطلبة (بلال البوجدايني،المهدي الزرولي وعمر بنعبيد) تحت إشراف الأستاذ حسن اليوسفي، أشاروا فيه إلى بعض المحطات في مسيرة العلوي، منذ تأسيسه لمجلة “المشاهد”، التي كانت ضحية صراع بين أطراف مقربة من القصر الملكي، حيث تدخل صديق الملك، اكديرة ليوجه القضاء ضد العلوي.. ثم حكاية تأسيس جريدة “أخبار الدنيا”، و”الدنيا بخير”، بالإضافة إلى صحف أخرى، وصولا إلى تجربة “الأسبوع”، التي عانت شأن سابقتيها من التضييق والمنع.

   يذكر أن اللقاء حضرته وجوه إعلامية معروفة في بعض القنوات الوطنية، أمثال فاطمة الإفريقي، التي قالت بالمناسبة إن التحدي أمام الصحفيين الجدد هو تحدي أخلاقي، بالإضافة إلى وجوه أخرى، يبقى القاسم المشترك بينها هو الدراسة في المعهد المذكور، حيث يعتز أطر المعهد العالي للصحافة والإعلام، بكونهم يقفون وراء تكوين عدة صحافيين، يشكلون اليوم أعمدة قنوات دولية، بالإضافة إلى العشرات الذين نجحوا في كسب مواقع مهمة داخل القنوات والإذاعات الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى