جدل مذبحة الكلاب يرافق استضافة مونديال 2030

الرباط – الأسبوع
شهدت وسائل الإعلام الوطنية والدولية في الآونة الأخيرة، إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الجدل حول ظاهرة قتل الكلاب الضالة بطرق توصف بالوحشية، وسط ادعاءات بأن هذه العمليات تأتي في إطار “تنظيف” المدن استعدادا لاستقبال مشجعي كرة القدم في بطولة كأس العالم 2030، وفقا لمقال نشره الموقع البريطاني “جو. كو. يك”.
وفي السياق ذاته، أطلق التحالف الدولي للرفق بالحيوان عريضة تدعو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والحكومة المغربية، إلى التدخل لوقف ما وصفوه بـ”المذبحة الجماعية” للكلاب.
وأوضح الموقع، أن آلاف الكلاب الضالة تعرضت للقتل بطرق وصفت بأنها شنيعة، بما في ذلك إطلاق النار وتسميم الحيوانات على أيدي أشخاص يستخدمون طُعما مسموما، كما ذكرت حالات يتم فيها اصطياد الكلاب باستخدام أدوات معدنية مؤلمة ثم جرها عبر الشوارع وإلقائها في مركبات تنقلها إلى مواقع يتم فيها قتلها بطرق غير إنسانية.
تجدر الإشارة إلى أن القانون التنظيمي للجماعات الترابية 113-14 يخصص ميزانيات لمحاربة ظاهرة الكلاب الضالة، إلا أن التساؤلات لا تزال قائمة حول مصير هذه الميزانيات، في ظل استمرار الظاهرة وانتشار قطعان الكلاب في الأحياء السكنية، حيث تعاني العديد منها من أمراض معدية وتسبب أحيانا هجمات خطيرة على السكان، خصوصا الأطفال.
وقد أثارت هذه الظاهرة تساؤلات حول انعكاساتها على الاقتصاد الوطني، خاصة على القطاع السياحي، في وقت يسعى فيه المغرب إلى تعزيز مكانته كوجهة عالمية قبل استضافة مونديال 2030.. فهل يمكن أن يؤدي استمرار هذه الحملات إلى الإضرار بصورة البلاد دوليا ؟
من جهتها، وجهت جين جودال، الناشطة البريطانية في مجال حقوق الحيوان، رسالة إلى الأمين العام لـ”الفيفا”، ماتياس جرافستروم، مراسلة انتقدت فيها هذه العمليات معتبرة أنها “عمل وحشي مروع”، ودعت “الفيفا” إلى تعليق استضافة المغرب لكأس العالم إذا استمر هذا النهج.
وأردفت جودال قائلة: “إن التواطؤ في مثل هذه الأفعال يهدد سمعة الفيفا التي تحاول تحسين صورتها بعد فضائح سابقة، مؤكدة على وجود بدائل إنسانية يمكن تطبيقها بالتعاون مع منظمات دولية مختصة.
على ضوء هذا الجدل، تتصاعد الأصوات الداعية إلى إيجاد حلول مستدامة توازن بين محاربة ظاهرة الكلاب الضالة وحماية حقوق الحيوان، مع الحرص على الحفاظ على سمعة المغرب اقتصاديا وسياحيا.. فهل تتجه السلطات إلى مراجعة سياساتها وتخصيص الميزانيات بطريقة فعالة، أم أن المونديال قد يصبح نقطة خلاف دولية تلقي بظلالها على طموحات البلاد ؟