لماذا لا يقوم الوزراء بزيارات لمناطق البرد والثلوج لتقاسم قساوة الطقس مع السكان ؟

الرباط – الأسبوع
يعاني سكان جبال الأطلس، خاصة في أقاليم الحوز وخنيفرة وأزيلال وميدلت وتنغير، من قساوة الطقس وانخفاض كبير في درجات الحرارة تحت الصفر، الأمر الذي يضع الآلاف من سكان دواوير المناطق الجبلية في عزلة تامة عن المدن والمراكز الحضرية، بسبب انقطاع الطرق وتراكم الثلوج.
في ظل موجة البرد التي تعرفها بلادنا، يعيش جميع سكان إقليم الحوز، خاصة المتضررين من الزلزال، تحت الخيام فوق الجبال مثل النازحين السوريين في حدود الأردن وتركيا وكأنهم ليسوا مواطنين مغاربة، حيث تنكرت الحكومة لهم وفرضت عليهم العيش في ظروف لاإنسانية حاطة من الكرامة في ظل ترديدها شعار الدولة الاجتماعية، والعدالة المجالية.
ويتساءل العديد من سكان هذه المناطق والعديد من النشطاء والحقوقيين، عن سبب مقاطعة وزراء حكومة أخنوش لهذه المناطق الجبلية وعدم قيامهم بزيارات لها منذ كارثة زلزال الحوز، إلى جانب مناطق أخرى وجماعات جبلية في جبال الأطلس في خنيفرة وأزيلال وبني ملال وورزازات وشيشاوة، رغم أن الحكومة تتوفر على مديرية للأرصاد الجوية تخبرها بالمناطق المتضررة من الطقس البارد.
ربما وزراء الحكومة يفضلون زيارة إفران لمشاهدة مناظر الثلوج أو مرتفعات أوكايمدن للتزحلق، أو زيارة جبال سويسرا وفرنسا للاستمتاع رفقة أبنائهم، لكنهم لا يرون أن زيارة المناطق المتضررة من الثلوج مهمة وضرورية للاطلاع على ظروف ومعيشة هؤلاء السكان وتقديم المساعدات لهم.
ففي ظل الإهمال الحكومي وتهرب الوزراء من زيارة المناطق التي تعرف موجة برد قاسية، جاءت التعليمات الملكية لإيلاء العناية اللازمة بالمواطنين القاطنين بهذه المناطق وتقديم المساعدة لهم، من خلال تعبئة مختلف مصالح وزارة الداخلية وكافة الإدارات والوزارات وتوفير جميع الوسائل اللوجستيكية، وكذا الموارد البشرية.
ويبقى السؤال: لماذا يزور الوزراء ورؤساء الأحزاب الحكومية خلال فترة الانتخابات، المناطق الجبلية والقروية بحثا عن أصوات السكان، لكن عند موجة برد أو كارثة طبيعية لا يقومون بأي مبادرة اجتماعية للتواصل مع هؤلاء الناخبين ؟