تنامي الشعور بـ”النحس” في عهد حكومة قاطعة “الحس”

الرباط – الأسبوع
في كل شارع أو مقهى أو في الحارة أو السوق، ترى في عيون الناس صعوبة المعيشة، الكثير منهم يشتكي من غلاء الأسعار خلال السنة الماضية والجديدة، لا أحد منهم يفهم ما سبب استمرار الأزمة الاقتصادية الحالية، الكثير منهم ندم على التصويت لحزب الأحرار خلال الانتخابات الماضية.
الوضع الذي يعيشه الناس اليوم يشبه الوضعية الاجتماعية التي كان يعاني منها المغاربة خلال عهد حكومة عباس الفاسي في سنة 2010، والتي كانت سببا في تنامي غضب الشعب وساهمت في ظهور “حركة عشرين فبراير”، بسبب الغلاء وتفشي البطالة وفشل الحلول الحكومية، نفس السيناريو نعيشه اليوم بسبب ارتفاع معدل البطالة إلى 13 في المائة و21 في المائة بحسب الإحصاء السكاني، واستقرار التضخم في نسبة 6 في المائة.
منذ دخول السنة الجديدة يتساءل المغاربة ماذا ستفعل بهم الحكومة خلال 2025، في ظل شبح الجفاف وغياب التساقطات وعدم قيام الحكومة بأي إجراء لمواجهة أزمة الماء القادمة، ومخاطر بروز أزمة اقتصادية عالمية جديدة تطيح بالأبناك والدولار، وتحديات أخرى إقليمية ودولية، وفرضيات، منها اندلاع صراعات أو حروب بين أمريكا وإيران مثلا، أو روسيا وأوروبا، أو الصين مع تايوان، كما يسود قلق وتخوف في ظل تفشي وباء “بوحمرون” والأنفلونزا الموسمية، أو ظهور وباء جديد، وعودة الطوارئ الصحية..
اليوم، المواطن المغربي يشعر بـ”النحس” يطارده و”معندو زهر”، منذ مجيئ حكومة أخنوش لم يعد يستطع الادخار ولا توفير بعض المال ولا شراء كيلو لحم (120 درهما)، لا يعلم هذا المواطن في التحليل الاقتصادي تأثير التضخم، أو الانكماش، أو ضعف النمو، ما يهم المواطن المغربي هو انخفاض أسعار المواد الغذائية والخضر واللحوم حتى يستطيع مواجهة تكاليف المعيشة الصعبة.
فالحكومة تريد تحويل المغاربة إلى فقراء متسولين يطلبون الدعم الاجتماعي الهزيل، وينتظرون نزول المؤشر ويتخلصون من العديد من المتطلبات والحاجيات المنزلية لكي يصبحوا فقراء ويحصلون على 500 درهم، بينما المواطن الأجير أو المستخدم عليه تحمل الأسعار النارية في الأسواق راجيا من مولانا أن تتحسن الظروف المعيشية.
الملاحظ أن الأرقام تشير إلى تراجع التضخم بناقص 2 في المائة أو 3 في المائة، لكن بالنسبة للمغربي، الأسعار لازالت مرتفعة ولم تتراجع عن الزيادات، فجل المنتجات الغذائية ظلت أسعارها باهظة ولم تعد لثمنها الأصلي، فأين المشكل؟ وما سبب “هاذ البؤس”؟ وعلاش الحكومة “قاطعة الحس” ؟