جهات

حديث العاصمة | الأخوة الضائعة بين القاهرة والرباط

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    في الوقت الذي كان فيه الحصار مضروبا من عدة دول عربية على مصر، مدت العاصمة الرباط يدها للتآخي مع العاصمة القاهرة، ولأول مرة في تاريخ مراسيم معاهدات هذا التآخي مع 17 عاصمة ومدينة، يرأس وفد الرباط والي ولايتها إلى جانب رئيس الجماعة ويحل بالقطر المصري للمشاركة في مراسيم توقيع ميثاق الأخوة بين العاصمتين واستثناء من طرف الوالي عمر بنشمسي رحمه الله، والمحافظ اللواء يوسف صبري أبو طالب بمعية رئيس المجلس الشعبي، بحضور وازن لعمد العواصم الإسلامية، واستقبل رئيس الجمهورية الوفد الرباطي، الذي شيد حديقة أندلسية في قلب القاهرة بمواد تقليدية مغربية كأثر بقي للأجيال القاهرية يذكرها بهذه الأخوة مدى التاريخ، وفي الرباط أطلق اسم شارع مصر على محور طرقي ينطلق من شارع الحسن الثاني إلى ساحة الشهداء، وآخر يبتدئ من شارع محمد الخامس وينتهي عند أبواب مقر الولاية سمي بشارع القاهرة، وبالموازاة مع هذه الدينامية بين العاصمة المصرية والعاصمة المغربية حل ممثلو القاهرة بالرباط لإجراء الشق الثاني من مراسيم التوأمة واختاروا لها موعد عيد الشباب، وحظوا بشرف استقبالهم من طرف الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواه.

واستمرت هذه الدينامية غير المسبوقة بإهداء القاهرة لأختها الرباط احتضان معرض للآثار الفرعونية الإسلامية، لأول مرة خارج الدول الأوروبية، وقد دام هذا المعرض مدة 3 أشهر بأروقة مسرح محمد الخامس، هذه الصحوة في دبلوماسية الشعوب بين العاصمتين المرتبطتين بـ”عهد” التآخي في وثيقة مادتها الأولى تنص على أن “سكان مدينة الرباط وسكان مدينة القاهرة يعلنان للتاريخ الأخوة الدائمة”.. أخوة برهنت على عمقها وصدقها أختنا القاهرة بمبادرة رائدة سجلتها محاضر بالخصوص اجتماعات مؤتمر المدن والعواصم الإسلامية المنعقد في العاصمة المصرية برئاسة محافظها، ويمكن للمنتخبين الحاليين العودة إلى أرشيفات هذه الاجتماعات للاطلاع على هذا البرهان، وكان ذلك دون شك ردا على تلبية الرباط دعوة زيارة مباغتة إلى القاهرة في ظروف معينة لم تعد قائمة اليوم، فما مصير هذه الأخوة الضائعة منذ حوالي 30 سنة؟ فلم يصدر أي قرار أو تلميح بإلغائها أو حتى بتجميدها لا من الرباط ولا من القاهرة، فهي في الأعراف ثابتة وسارية المفعول ولا تتطلب لإحيائها سوى اتصالات بينهما.

والقاهرة عاصمة إفريقية مهمة نرتبط معها بأخوة هي اليوم ضائعة، فهل نعيد إحياءها من جديد ؟

تتمة المقال تحت الإعلان

الجواب عند مجلس جماعة العاصمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى