الرباط | ما دور اللجان الرياضية في مجلس العاصمة ؟

الرباط – الأسبوع
بعد أسبوع من الآن تحتضن العاصمة الرباط مراسيم إجراء قرعة نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم التي ستقام ببلادنا شهر دجنبر 2025، وكمتتبعين للشؤون الرباطية لا يمكننا إلا أن نلتقط إشارة احتضان المغرب لهذه التظاهرة الرياضية الكبرى ومنها مدينة الرباط، وفي طياته رسائل ينبغي أن يستوعبها منتخبو العاصمة السياسية، ويهتموا بمغازيها ويوظفوها للنفوذ إلى إخوانهم الأفارقة عشاق الكرة المستديرة، التواقين إلى منافسة الفرق الرياضية الأوروبية لا في تقنيات اللعب، ولكن أيضا في التنظيم واللوجستيك وضبط النفس، ونحن في عاصمة على رأسها تاج الثقافة الإفريقية.
وهذه الثقافة كما تعلمون هي حصانة للجهل، فما هي رسائلها إلى كافة الأفارقة المهتمين بشكل كبير بالرياضة، وخاصة كرة القدم؟ خصوصا لشعوب الدول التي ستخضع إلى أحكام هذه القرعة، التي وإن كانت رياضية ففي داخلها حمولة من الخطابات ينبغي على منتخبينا وهم صوت عاصمة السياسة والدبلوماسية، قراءتها بالجهر حتى يصل صداها إلى كل أرجاء القارة.. فبعد فرز نتائج القرعة، نجدد دعوة المشاركين والمنظمين لهذه القرعة، يوجهها لهم مجلس الجماعة، لحفل استقبال بمقره، هذا المقر الذي سبق وحظي بزيارة ملك إسبانيا الذي تم تسليمه المفتاح الذهبي للعاصمة كما فاز بحظوة كتابة كلمات على دفتره الذهبي، وهي الدولة التي سنتشارك معها تنظيم مونديال 2030 رفقة البرتغال.
ولعلم الرباطيين، فعندنا 8 لجان رياضية، برؤساء ونوابهم يتقاضون تعويضات ويتمتعون بامتيازات عينية، وكل ما يقدمونه بالمقابل: توزيع الكرات والبدلات الرياضية والشباك والصافرات على فرق جلها “يُسمنّونها” للحملات الانتخابية، ولم تفكر هذه اللجان في اقتحام الرياضة الإفريقية رغم أنها عاجزة حتى عن الوصول إلى الفرق الوطنية، وقد كانت هذه اللجان صغيرة وظلت كذلك ولم تغتنم الفرصة.. وها هي أمامها أحداث رياضية قارية وعالمية لإثبات “نضجها” ودبلوماسيتها وهي المكلفة بالإشعاع الرياضي في عاصمة عظيمة، وهذا الركون من لجاننا الرياضية نابع من تقاعس وجمود مجالسها.
وبتاريخ 27 يناير الحالي، ستكون الرباط على موعد مع حدث إجراء قرعة كأس الأمم الإفريقية، ولا نعتقد أن اللجان الرياضية التابعة لمجلس العاصمة على علم بهذا الحدث الذي يشد أنظار العالم وليس فقط الدول الإفريقية.