حديث العاصمة | من درب الحقيقة الضائعة إلى شارع مولاي مصطفى العلوي
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_webp,q_glossy,ret_img,w_780,h_450/https://www.alousboue.ma/wp-content/uploads/2021/01/Alaoui-mustapha.jpg)
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_webp,q_glossy,ret_img,w_256,h_300/https://www.alousboue.ma/wp-content/uploads/2023/10/idrissi-256x300.jpg)
الحفل المهيب والوازن المنظم من قبل جريدة “الأسبوع الصحفي” وفاء وتقديرا لمؤسسها الراحل مولاي مصطفى العلوي، في الذكرى الخامسة لوفاته تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وبمناسبة تقديم كتاب عن روائعه في ركنه الأسبوعي “الحقيقة الضائعة”، لم يكن حفلا عاديا لرجل غير عادي بملكات وصفات الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن استغلال المملكة، وكان مقاوما مجاهدا من جيل شباب أترابه حتى التحرير، ثم انخرط معهم في بناء الدولة المغربية وكانت في أشد الحاجة لأمثاله الواعين الصادقين الوطنيين، ولم ينجذب نحو كراسي الوظائف وكانت متاحة، بل اختار أن يكون قلم الشعب وصوته ومحاميه إلى أن ابتدع في الأسبوعية التي أسسها منبر “الحقيقة الضائعة”، ومنذ حوالي 50 سنة كانت بمثابة سكانير يشخص الداء ويصف له الدواء.
وحضور ومشاركة المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير في هذا الحفل، تأكيد لماضي الراحل الجهادي، كما تزكيه الحشود من أرجاء المملكة، غصت بهم القاعة الكبيرة، من مثقفين وسياسيين وإعلاميين وأصدقاء القيدوم الراحل وغيرهم، وكان رحمه الله من الغيورين على سمعة عاصمة المملكة ويتألم لأحوال سكانها المحرومين من كل المرافق والمحشورين رغما عنهم في بيئة دواوير القصدير وجوطياتها، وفي المآوي المهددة بالانهيار والبناءات العشوائية، وفي “ضاية” بدون رمال كانت تقوم مقام الشاطئ، وفي ساحل المار منه مفقود والخارج مولود، وفي الطرقات والإنارة المتردية… إلخ.
وقد أضاف مولاي مصطفى رحمه الله صفحة في أسبوعيته وأطلق عليها: صفحة “الرباط يا حسرة”، تتولى هموم وفواجع ساكنتها، وكانت في ذلك الوقت من سنة 2011 مناقشة حول مشاريع عمرانية جديدة بعيدة كل البعد عن قلب العاصمة، فتصدت “الأسبوع” لهذه المشاريع إن كنتم تتذكرون، وفضحت الحيف الذي تتعرض له عاصمة المملكة الوحيدة في العالم تصد بظهرها للبحر، وكانت معركة للرباط “يا حسرة”..
وتأملوا في اختياره رحمه الله لمصطلح “يا حسرة”، إلى أن أنصف المشروع الملكي الرباط، وترأس عروضه الملك سنة 2014، وبفضله ارتقت الرباط إلى مصاف العواصم العالمية واكتسبت عن جدارة واستحقاق لقب العاصمة العظيمة، ولا تزال الأوراش الكبيرة تؤثثها وترفع مكانتها عاليا بين الحواضر المتقدمة، وللمزيد من المعلومات والمعطيات، نوجه عناية منتخبي المجالس إلى الاطلاع على مداولات وقرارات تلك الحقبة وعلى محاضر المشروع الملكي، لتتجلى لهم “الحقيقة الضائعة” التي كادت أن تؤدي بعاصمة المملكة إلى الهاوية.
فهل لا يستحق الفقيد على كل هذا أن يتذكر هذا المجلس الجماعي ويبادر بإطلاق اسم مولاي مصطفى العلوي على شارع من شوارع الرباط عرفانا لمقاومته ضد الاستعمار ومواجهة اللوبيات التي كادت أن تحقق مؤامراتها، وفي العاصمة شوارع غير مسماة بضفة النهر وأخرى بتسميات لا تليق بعاصمة الثقافة والدبلوماسية والسياسة، ورحم الله الفقيد مصطفى العلوي وأسكنه فسيح جناته.