تحليلات أسبوعية

بين السطور | مولاي الحسن.. شخصية 2024

بقلم: الطيب العلوي

    على غرار الصحف الغربية الكبيرة، اعتادت جريدة “الأسبوع” منذ مدة، نهاية كل عام، على اختيار “شخصية السنة”.. تقليد إعلامي الغرض منه وضع شخصية عادية أو استثنائية، راسمين لها صورة بانورامية في متم أجندة السنة التي نطوي صفحتها، وإذا وقع الاختيار هذا العام على ولي العهد مولاي الحسن، فلم يكن ذلك بمحض الصدفة.. ففي سنة 2024 فهم المغاربة الكثير عن ولي عهدهم(…)، كما فهموا رغبة الملك محمد السادس في توجيه ولي عهده إلى اختيار طريقته بنفسه، ملكنا الذي سبق أن ألغى قبل سنوات حتى حفلات عيد ميلاده، ربما كإشارة دقيقة منه ليفتح الطريق أمام مولاي الحسن، وقد سبق أن عنون أحد الصحفيين عام 2019 مقالا في الموضوع بـ: “غمزة الملك لولده”.

أسلوب خاص لاحظ الكثيرون من خلاله السلوك المتطور والذكي لولي العهد مولاي الحسن، وهو يظهر كل مرة بملامحه الجادة، بالإضافة إلى تدخلاته الحركية بكل هدوء وتركيز عال، ونظرات دقيقة لجميع التفاصيل التي تحيط به أحيانا، وأحيانا أخرى بأبيه، تجعله يظهر وكأنه حارس شخصي يؤدي واجبه بإتقان، إلى حد أصبح يجعل المشاهد لا يرى نهائيا أي حارس يحيط بالملك كما كان الحال عليه من قبل(…)، والحالات والظروف التي سمحت للمغاربة بمشاهدة ولي عهدهم هذا العام، تعددت وتنوعت، أبرزها الظهور بشكل مشرف خلال مراسيم استقباله للرئيس الصيني شي جين بينغ، لما حل بالمغرب في زيارة سريعة(…)، والذي يعد ثاني أقوى رجل في العالم، ظهور وصل صداه إلى “الشينوا”، الذين قالوا في حقه: “الأمير المغربي نشيط للغاية، وذكي جدا، ويظهر ذلك بمجرد النظر إلى خط تسريحة شعره”، وطيلة مدة الاستقبال هذا، ظهر الأمير متمكنا من التفاصيل الصغيرة والكبيرة للبروتوكول، من كيفية الوقوف أمام الطائرة في انتظار الرئيس، إلى تأدية التحية العسكرية، مرورا بكل الحركات فوق البساط الأحمر.. مهمة تبدو بسيطة، لكن رؤساء دول كبرى(…) ما زالوا يخطؤون إلى اليوم في أدائها، وكثير منا يقارن مولاي الحسن الحالي بمولاي الحسن السابق، لكن هذا يبقى مؤكدا لحد الآن فقط في الصورة والشبه والحركة، في انتظار الاستماع لنبرة الصوت(…)، أما فيما يخص أساليب الحكم والتسيير.. لا أظن.

لقد مضى ذلك العهد الذي كان فيه ولي العهد مولاي الحسن (الحسن الثاني)، يسهر حول مائدة “الكارطة”، مع أصدقائه ورفاقه، من بينهم عبد الرحيم بوعبيد والمحجوب بن الصديق، وحتى المهدي بنبركة.. ففي 27 مايو 1960 مثلا، لما كان الحسن الثاني وليا للعهد، وقبل 8 أشهر بالضبط من توليه الحكم، كتبت جريدة “لوموند” على لسان المهدي بنبركة: “إن المرحلة الجديدة تكشف عن التحضير لمواجهة تعتبر الأولى من نوعها منذ الاستقلال، بين طموحنا لإقامة نظام ديمقراطي اجتماعي لدولة عصرية، واتجاه آخر يستمد جذوره من الأصول المتخلفة للمجتمع المغربي، إرضاء لمجموعة ميركانتيلية في خدمة أقلية بورجوازية”، وبعد صدور المقال، فوجئ السفير الفرنسي بارودي، بالحسن الثاني يستدعيه ليحتج على ما نشر في جريدة “لوموند”، ليرد عليه السفير بأن الدولة الفرنسية لا تتحكم في جريدة “لوموند”.. فما بالك في عهد يتطور الآن وسيعرفنا على زمان سيتدخل فيه الذكاء الاصطناعي لصناعة القرار..

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى