والي بنك المغرب يعطي أبعادا اقتصادية لعودة ترامب
الرباط – الأسبوع
قدم والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري، وجهة نظره بخصوص عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض والتداعيات الاقتصادية المحتملة لسياساته على المستوى العالمي وعلى المغرب، ودول أخرى، خصوصا في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها الساحة الدولية.
وأوضح الجواهري أن شعار “أمريكا أولا” والإجراءات الاقتصادية والسياسات التي فرضها ترامب على الواردات الصينية، قد تكون لها أثار عكسية تؤثر ليس فقط على الشركاء التجاريين لأمريكا، ولكن أيضا على دول مثل المغرب، والتي ترتبط بشكل غير مباشر عبر سلاسل التوريد العالمية.
وحسب والي بنك المغرب، فإن البعد الجيوسياسي لهذه السياسات قد يساهم في تصعيد الحرب التجارية، مما سيؤثر على شروط التجارة الدولية، مشيرا إلى أن المغرب استفاد جزئيا من نقل بعض الاستثمارات الصينية خلال ولاية ترامب الأولى، إلا أن العقوبات الجديدة قد تعرض هذه المكاسب للخطر.
وفي ظل السياسات الأمريكية الاقتصادية القادمة، أكد الجواهري أن المغرب يحتاج إلى تكثيف جهوده في تنويع اقتصاده لتقليل تأثير هذه الاضطرابات، داعيا إلى إعادة تقييم الموقع الاستراتيجي للمملكة بالنسبة للمستثمرين الآسيويين والأوروبيين في ضوء التطورات الحالية، مشيرا إلى إمكانية حدوث اضطرابات قد تحصل في سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الاستيراد، وتأثير ذلك على المغرب، الذي يتمتع بأساسيات اقتصادية قوية، مثل التحكم في العجز التجاري بنسبة 1 %، واحتياطيات من النقد الأجنبي تكفي لتغطية حوالي ستة أشهر من الواردات.
وتطرح عودة الرئيس ترامب تحديات اقتصادية عالمية تتجاوز حدود الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تؤدي إلى حرب في التجارة الدولية سيكون لها انعكاس على التوترات الجيوسياسية، حيث شدد الجواهري في الأخير على اليقظة والاستعداد لصمود المغرب في هذا المشهد المتغير.