تحقيقات أسبوعية

مع الحدث | نتائج أولية مقلقة للإحصاء السكني في المغرب

أي مستقبل ينتظر المواطنين ؟

حملت نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى أرقاما صادمة تدق ناقوس الخطر بالنسبة للمجتمع المغربي، خاصة على الصعيد الاجتماعي والهرم السكاني، في ظل تغيرات ديمغرافية جديدة تشير إلى ارتفاع نسبة الشيخوخة وسط المغاربة وتراجع عدد الأسر وانخفاض الخصوبة والولادات، مما سيفقد معه المغرب نسبة الشباب ويلتحق بصفوف الدول الأوروبية التي تحولت إلى مجتمعات شائخة.

وجاءت نتائج الإحصاء مخالفة للأرقام والمعطيات الرسمية والحكومية حول ظاهرة البطالة، إذ كشفت أن نسبة البطالة مرتفعة بشكل كبير إذ تصل لـ 21 % على صعيد المدن والقرى، عكس 13.6 % التي جاءت بها المندوبية في عهد أحمد لحليمي أو 13 % حسب تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مما يؤكد أن ظاهرة البطالة متفشية في صفوف الشباب بشكل أعلى من التوقعات والأرقام، الأمر الذي يضع الحكومة أمام مسؤولية كبيرة لتخفيض هذه النسبة.

الرباط – الأسبوع

تتمة المقال تحت الإعلان

تراجع الخصوبة

    كشف تقرير المندوبية السامية للتخطيط، التي يترأسها شكيب بنموسى، انخفاض المؤشر التركيبي للخصوبة لعدد الأطفال لكل امرأة، من 2.5 سنة 2004 إلى 2.2 سنة 2014، ثم إلى 1.97 سنة 2024، ليصبح أقل من عتبة تعويض الأجيال وهو 2.1 طفل لكل امرأة، ويشمل هذا الانخفاض النساء بالوسطين الحضري والقروي، حيث انخفض عدد الأطفال لكل امرأة بالوسط الحضري من 2.01 سنة 2014 إلى 1.77 سنة 2024، بينما تراجع بالوسط القروي من 2.55 إلى 2.37 خلال نفس الفترة.

وتعرف معدلات الخصوبة تباينا واختلافا بين الجهات، حيث لا تزال بعض الجهات تسجل معدلات الخصوبة فوق عتبة تعويض الأجيال، مثل درعة تافيلالت بـ 2.35 طفل لكل امرأة، والداخلة وادي الذهب: 2.25، والعيون الساقية الحمراء: 2.17، ومراكش أسفي: 2.13.. وفي المقابل، تسجل بقية الجهات معدلات خصوبة أقل من عتبة تعويض الأجيال، مما يعكس تحولا ديمغرافيا متقدما بالخصوص بجهة الشرق: 1.73، وسوس ماسة: 1.89، الدار البيضاء سطات: 1.9، والرباط سلا القنيطرة: 1.91، وبني ملال خنيفرة: 1.95.

تتمة المقال تحت الإعلان

ويرتبط تراجع الخصوبة بالتغير في السلوكيات تجاه ظاهرة الزواج، ويرجع أساسا إلى الاستخدام الواسع لوسائل تنظيم الأسرة، وارتفاع معدل العزوبية النهائية عند السن 55 سنة، ليصل إلى 9.4 % سنة 2024، حيث يظل هذا المعدل أعلى في صفوف النساء بنسبة 11.1 % مقارنة مع الرجال 7.6 %. ومما زاد من حدة تراجع معدل الخصوبة، ارتفاع نسبة المطلقين البالغين 15 سنة فما فوق، من 2.2 إلى 3.3 %، بالإضافة إلى تداعيات جائحة “كورونا” التي دفعت العديد من الأزواج إلى تأجيل الإنجاب.

تسارع الشيخوخة

    وحسب تقرير المندوبية، فمن خلال هذه التحولات الديمغرافية والاجتماعية، بدأ شكل الهرم السكاني يتجه نحو الانقلاب، ويتجلى ذلك في انخفاض نسبة الشباب دون 15 سنة، من 28.2 % سنة 2014 إلى 26.5 % سنة 2024، ونسبة السكان في سن النشاط 15-59 سنة من 62.4 % إلى 59.7 %، وبالمقابل، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق، من 9.4 % إلى 13.8 % سنة 2024، وبلغ عدد السكان الذين يصل سنهم 60 سنة فما فوق حوالي 5 ملايين نسمة سنة 2024، مقارنة بـ 3.2 ملايين شخص سنة 2014، بمعدل نمو سنوي قدره 4.6 %، متجاوزا معدل النمو الإجمالي للسكان 0.85  %، وتعكس هذه الدينامية تسارع شيخوخة السكان وحدوث تحول عميق في البنية الديمغرافية، كما يمثل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 70 سنة أكثر من النصف، 58.8 %، من إجمالي كبار السن، بينما تبلغ نسبة الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 سنة 28.3 %، و12.9 % بالنسبة للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 80 سنة.

تتمة المقال تحت الإعلان

ويفرض هذا الوضع تحديات كبيرة تتعلق بتلبية الاحتياجات الخاصة بالمسنين، خصوصا في مجالات الصحة والحماية الاجتماعية والبنية التحتية الملائمة.

تراجع عدد الأسر

    بلغ عدد الأسر في فاتح شتنبر 2024 ما مجموعه 9 ملايين و275 ألفا و38 أسرة، مقارنة مع سنة 2014: 7 ملايين و313 ألف و806 أسرة، مسجلا بذلك معدل نمو سنوي متوسط قدره 4.2 % مقارنة بـ 2.6 % خلال الفترة 2004-2014، وقد عرف هذا النمو ارتفاعا بوتيرة أسرع مقارنة بنمو السكان 2.4 % مقابل 0.85 %، ونتيجة لذلك انخفض متوسط حجم الأسر الذي انتقل من 4.6 أفراد سنة 2014 إلى 3.9 أفراد سنة 2024، وقد هم هذا الانخفاض الوسطين الحضري والقروي معا، حيث تراجع من 4.2 إلى 3.7 بالوسط الحضري ومن 5.3 إلى 4.4 بالوسط القروي.

تتمة المقال تحت الإعلان

وفي ظل هذه التحولات، ارتفعت نسبة الأسر التي ترأسها النساء من 16.2 % سنة 2014 إلى 19.2 % سنة 2024، حيث يعكس هذا الارتفاع وقوع تطورات ملحوظة في الأدوار الاجتماعية والاقتصادية للنساء، وكذلك في الديناميات الأسرية، ويظهر هذا الارتفاع بشكل أوضح في الوسط الحضري، حيث وصلت نسبة الأسر التي ترأسها النساء، إلى 21.6 % سنة 2024 مقارنة بالوسط القروي بنسبة 14.5 %.

ارتفاع معدل البطالة

    وسلط الإحصاء الضوء على آفة البطالة، حيث انتقل المعدل خلال الفترة بين 2014 و2024 من 16.2 % إلى 21.3 %، بنسبة 21.2 % بالوسط الحضري و21.4 % بالوسط القروي، ويبقى هذا المعدل مرتفعا لدى النساء بنسبة 25.9 % سنة 2024، و20 % بالنسبة للرجال.

تتمة المقال تحت الإعلان

وسجلت أعلى معدلات البطالة في جهات: كلميم واد نون: 31.5 %، الشرق: 30.4 %، بني ملال خنيفرة: 26.8 %، العيون الساقية الحمراء: 26,6 %، وفاس مكناس: 23.3 %، في حين عرفت ارتفاعا نسبيا بجهات: الداخلة وادي الذهب: 10.6 %، الدار البيضاء سطات: 18.8 %، وطنجة تطوان بـ 19.6 %، سوس ماسة: 19.7 %، والرباط سلا القنيطرة 19.8 %.

وعرفت وضعية سوق الشغل انخفاضا في معدل النشاط، حيث أن حوالي أربعة من أصل عشرة أفراد يبلغون فوق 15 سنة، 41.6 % يمارسون نشاطا اقتصاديا سنة 2024 مقارنة بسنة 2014 بنسبة 47.6 %، ويرتفع هذا المعدل لدى الرجال بنسبة 67 % مقارنة بالنساء 16.8 %، كما يرتفع هذا المعدل بالوسط الحضري بنسبة 43.8 %، و37.6 % في الوسط القروي.

أزمة السكن

تتمة المقال تحت الإعلان

    كشف الإحصاء أن المغاربة يعيشون أزمة في السكن، حيث ارتفعت نسبة الأسر الحضرية التي تقطن مساكن مكونة من غرفة إلى غرفتين، من 35.7 % سنة 2014، إلى 43.5 % سنة 2024، في حين انخفضت نسبة الأسر الحضرية التي تشغل مساكن مكونة من ثلاثة غرف على الأقل من 64.3 % إلى 56.5 %.

ويبين توزيع الأسر أن نسبة 65.4 % يقطنون بمساكن من نوع دار مغربية عصرية، تليها 24.4 % من الأسر في الشقق السكنية، و2.6 % في الدور التقليدية، و2.7 % في الفيلات، بينما الأسر التي تقطن المساكن البدائية أو دور الصفيح، فقد انخفضت بالوسط الحضري إلى 3.3 %، و1.7 % في الوسط القروي.

وحسب توزيع عمر المسكن، فإن 22 % يشغلون مساكن عمرها أقل من عشر سنوات، بينما ارتفعت نسبة المساكن التي تتراوح أعمارها بين 10 إلى 49 سنة، من 59.6 % إلى 64.7 % (68.8 % بالوسط الحضري، و56.5 % بالوسط القروي).

تتمة المقال تحت الإعلان

تراجع الأمية وتحسن التمدرس

    أفاد الإحصاء أن معدل الأمية تراجع وبلغ 24.8 % سنة 2024 مقارنة بـ 32.2 % في سنة 2014، وكان هذا الانخفاض أكثر في الوسط القروي وتراجع من 47.5 إلى 38 % مقارنة بالوسط الحضري، من 22.6 % سنة 2014 إلى 17 % سنة 2024، وسجل هذا المعدل انخفاضا ملحوظا لدى النساء، حيث انتقل من 42 % إلى 32.4 %، والرجال من 22.2 % إلى 17.2 %.

وسجل عدد سنوات التمدرس بالنسبة للبالغين أكثر من 25 سنة في سنة 2024، حوالي 6.3 % مقارنة بـ 4.4 % في سنة 2014، وقد بلغ هذا المتوسط 7.9 % بالوسط الحضري مقابل 3.2 بالوسط القروي، و7.3 % بالنسبة للذكور و5.2 % لدى الإناث.

الدارجة تكتسح الأمازيغية

    وحملت نتائج الإحصاء مفاجأة أثارت نقاشا كبيرا، تتمثل في استعمال اللغات، حيث أن أكثر من 92 % من السكان يتمكنون من الدارجة المغربية، فيما يتمكن 24.8 % من المغاربة من اللغة الأمازيغية سنة 2024 (19.9 بالوسط الحضري و33.3 بالوسط القروي).

وتستعمل الغالبية العظمى من السكان الدارجة، حيث تتراوح النسبة ما بين 98.2 % بجهتي الدار البيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة، و64.1 % بجهة درعة تافيلالت، وتنتشر تشلحيت بشكل أوسع بجهات: سوس ماسة: 632، وكلميم وادنون: 48.1 %، ودرعة تافيلالت: 25.8 %، ومراكش أسفي: 24.5 %، وبني ملال خنيفرة: 14.4 %.

وبالنسبة للأمازيغية، فيستعمل 14.2 % من السكان تشلحيت تليها تمازيغت بنسبة 7.4 %، ثم تریفیت بنسبة 3.2 %، أما الحسانية، فهي مستعملة من قبل 0.8 %، وتتوزع حسب الجهات كالتالي: درعة تافيلالت: 46.2 %، بني ملال خنيفرة: 27.4 %، فاس مكناس: 10.3 %، وفيما يخص تريفيت، فتستعمل من قبل 31.1 % من سكان جهة الشرق و7.8 % من سكان جهة طنجة تطوان الحسيمة.

تعليق واحد

  1. كانت هته النتيجة منتظرة نظراً للسياسة المتبعة منذ أكثر من عقود في الإعلام والمستشفيات والمستوصفات التي أول ما تقدمه للعائلات مجانا هي حبوب منع الحمل.
    فعوض أن تجد الحكومة حلول لمشاكل البطالة نزحت إلى سياسة منع الحمل بشتى الطرق…….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى