جهات

الرباط | دمشق تحتضن قبور مغاربة استشهدوا من أجل الشعب السوري

الرباط – الأسبوع

    مع عودة الروح للعلاقات الأخوية بين الشعبين السوري والمغربي، بعدما خنقها النظام السابق الذي تنكر لتضحيات المغاربة، ملكا وشعبا، من أجل الدفاع عن الجولان، الحصن الحصين للسيادة السورية، هذه الروح ظلت في صدور أهل الشام تتوارثها أجياله، ولم يدفنوها، بل أعادوها إلى الحياة بعد التخلص من الذي عانينا من جحوده لقضايانا الوطنية واصطفافه مع دعاة الانفصال والتشتت والفوضى لعلهم بهذا الادعاء الذي رفضه العالم وحاربه، إلا من عرض بلاده للانقسام والفوضى والقمع، قدم له ومن أموال الشعب السوري ما يحاول به زعزعة وحدة مملكة ذات جذور ضاربة في عمق التاريخ.

وقد نصفنا إخواننا السوريون بعد تحريرهم من الاستبداد، وأعادوا الدفء إلى أواصر الصداقة بين الشعبين وعبروا عن ذلك برسائل مرئية عبر وسائل الإعلام الدولية والاجتماعية، فلوحوا بأعلامنا ورفعوا صور الملك محمد السادس، فأفرحنا هذا البوح بمحبتهم لنا، مما دفعنا، وأجيال اليوم في سوريا حجبوا عنه تضحيات لم يحظ بها أي قطر آخر، لأن نذكرها بمشاركة الجيش المغربي في الدفاع عن الشعب السوري ووحدة أراضيه بهضبة الجولان.

تتمة المقال تحت الإعلان

فبتاريخ 14 ماي 1973، خرج الرباطيون إلى شارع النصر لوداع الضباط والجنود المغاربة في استعراض ضخم بكل الآليات الحربية لنصرة إخواننا السوريين، وكانت معركة شرسة سقط فيها أبناؤنا ضباطا وجنودا، وسالت دماؤهم دفاعا عن أراضي سوريا، وبطلب ملح من قيادات ذلك الوقت في سوريا، استجابت المملكة لمواراة جثامين الشهداء المغاربة الأبرار بمقبرة الشهداء بالعاصمة دمشق، ولم يرفض أو يتلكأ في قبول عرض هذه القيادات، وعند زيارة وفد رسمي رباطي إلى العاصمة دمشق للمشاركة في مؤتمر للعواصم الإسلامية سنة 1990، وكانت العلاقات الدبلوماسية مقطوعة، وتسلل إلى هذا المؤتمر مع وفد عاصمة دولة جارة رئيس مخابراتها العسكرية، لطرح مذكرة سحب عضوية المدن الجنوبية المغربية من منظمة العواصم والمدن الإسلامية، فتصدى له الوفد المغربي وكان مكونا من المرحوم محمد الوفا والمرحوم محمد بوزوبع، وعضو من مجلس العاصمة الرباط، وفضحوا رئيس المخابرات بأنه لا علاقة له بالمؤتمر ولا بالمنظمة، فتم إخراجه من القاعة ورفض المؤتمر المذكرة الملعونة، وفي ذلك اليوم، طلب الوفد المغربي زيارة قبور المغاربة شهداء حرب الجولان، وفعلا، وقفوا على تلك القبور وقرأوا على الشهداء المغاربة سورة الفاتحة، ومن أبرزهم العقيد المرحوم العلام، وعلى الإخوة السوريين الترحم عليهم كل يوم جمعة نيابة عن إخوانهم الرباطيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى