الأسبوع الرياضي

رياضة | تنامي ظاهرة الشغب يحتم وضع حدود لمسؤولية جماهير كرة القدم

الرباط – الأسبوع

    رغم الأجواء الإيجابية والمشاهد الاحتفالية التي تقدم في المدرجات من لدن الجماهير المغربية، التي كانت سببا غير ما مرة في نجاح الأندية والمنتخبات، إلا أنها تمتلك وجها آخر غير بريء بفعل التصرفات الطائشة التي تسيئ لإبداعاتهم في الملاعب، فيتحول وجودهم في المدرجات من ملح للبطولة الوطنية إلى سم قاتل يفتك بجميع المتدخلين في اللعبة، وإن كانوا على هامشها فقط، فتزداد ظاهرة الشغب عاما بعد عام، مما جعلها تساهم في تغييب الدور الفعلي للجمهور في إنجاح التظاهرات الرياضية.

ويأتي التساؤل حول وعي الجمهور المغربي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه للمساهمة في إنجاح التظاهرات الرياضية، القارية منها والدولية، بعد استفحال ظاهرة الشغب في الملاعب، رغم الإجراءات التي تتخذها الأجهزة الوصية على القطاع الرياضي في المغرب، مما يسيء للكرة المغربية المعروفة بشغف جماهيرها، وليس شغبها، فتتراوح هذه السلوكيات بين الشغب والإهانات بين الجماهير، وصولا إلى تصرفات غير رياضية داخل وخارج الملعب.

تتمة المقال تحت الإعلان

ففي العامين الأخيرين، كثر الشغب في محيط الملاعب الوطنية باختلاف جغرافيتها ولونها الرياضي، إذ يتحول فرح مشجعي كرة القدم إلى ترح بعد أعمال الشغب التي ارتفعت وتيرتها، لتشمل توقيفات في عدد من المدن سجلتها الساعات التي تلي اللقاءات الرياضية، بينهم قاصرون وراشدون انتهى بهم الأمر داخل السجون بعد مباراة رياضية، منهم المذنب وبينهم من وجد نفسه وسط فوهة البركان لتتحول حياته إلى جحيم تاركا وراءه أسرة لا تعرف أين المفر من هذا المصير.

وتمثل هذه الأحداث تحديا كبيرا للأندية وللجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي تعمل على تعزيز صورة اللعبة وطنيا ودوليا، فمع تزايد الاهتمام العالمي بالكرة المغربية بعد الإنجازات الأخيرة، بما في ذلك تألق المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022، بات من الضروري معالجة هذه الظاهرة بشكل جذري لضمان استمرارية التقدم، فهذه التصرفات لا تقتصر على تعكير أجواء المباريات فقط، بل تؤثر سلبا على العديد من الجوانب، التي تتقدمها سمعة الكرة المغربية والمتمثلة في الأحداث غير اللائقة التي تُضعف من صورتها على المستويين القاري والدولي.

كما أن ذلك يؤثر سلبا على الاستثمارات والرعاية، فالشغب والسلوكيات غير المقبولة قد تثني المستثمرين والرعاة عن دعم الأندية والدوريات، بالإضافة إلى أن اللاعبين والجماهير ينالون نصيبهم كذلك من هذا التأثير، إذ تضعف هذه الأجواء المعنويات وتزيد من حدة الاحتقان بين الجماهير، مما ينعكس على أداء اللاعبين، لذلك، فإن تعزيز الوعي الجماهيري يعد الحل الأمثل لتفادي مثل هذه التصرفات، وذلك من خلال حملات إعلامية وتثقيفية تسلط الضوء على أهمية الروح الرياضية.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى