الرباط | متى يتم إنشاء كورنيش أبي رقراق ؟
الرباط – الأسبوع
قنطرة محمد السادس وقنطرة رباط -الفتح تربطان مقاطعتي السويسي واليوسفية بكافة جهات المغرب، بعدما كانتا لقرون محاصرتين بامتداد نهر أبي رقراق، وهي طفرة هندسية وجمالية تميزت بها القنطرتان على الصعيد الإفريقي، مما أبرز الموقع الاستراتيجي للمقاطعتين الغنيتين بالطبيعة الخلابة من غابات وضفة النهر التاريخي، هذه الضفة بدون منازع هي مستقبل ازدهار المنطقة بانفتاحها على ولوج عالم السياحة، إحدى دعائم الاقتصاد الاجتماعي.
فمن حي أبي رقراق المرشح لإعادة تهيئته إلى حدود المدار الحضري، يمكن إذا توفرت الإرادة لدى المجلسين المعنيين وبتعاون فيما بينهما، تشييد كورنيش فريد من نوعه على طول الضفة الرباطية، يكون مؤطرا بتصاميم عمرانية تستنبط روحها من العمق الثقافي للمدينة والتعمير الملائم من فضاءات ترويجية بنكهة الأثار التاريخية وعبق العاصمة السياسية.
فإذا تحقق ما كان مستحيلا ومستعصيا لعقود بولادة مشاريع لم يكن يحلم بها الرباطيون على ضفة الوادي، حتى أنها تخطت المحلية لتتموقع وبكل استحقاق في خانة القارية، فإن تنزيل مشروع كورنيش، موكول إلى عزيمة مسيري المقاطعتين للنهوض بمستوى الساكنة وعددها حوالي 280 ألف نسمة، حسب آخر إحصاء رسمي، ولا نجهل المتطلبات اللازمة لهذا التنزيل من موارد مالية، ويمكن التغلب عليها باعتماد البنود المالية المخصصة للكماليات وهي كثيرة بأرصدة تفوق عشرة ملايير في كل سنة، وتحويلها إلى ميزانية إنجاز هذا المشروع، مع طلب قرض من الصندوق العربي لإنماء المدن وهو تابع لمنظمة المدن العربية.
ونعتقد أن مشروع تسوية الضفة، وهو غير تابع للجماعة لأن الضفة حاليا خاضعة لقانون يمنحها للوكالة المكلفة بتهيئة ضفتي أبي رقراق، لن يعارضه لا المجلس الجماعي ولا الوكالة إذا هيأ مجلسا المقاطعتين ملفا متكاملا متضمنا لكل شروط النجاح.. ليس للمؤسستين المنتخبتين، وإنما لراحة واستجمام وترفيه حوالي 300 ألف نسمة قاطنة رسميا في محيط الكورنيش المقترح، وبدون أدنى شك، سيجلب للمنطقة رواجا سياحيا محليا وجهويا ووطنيا.
وأمام المقاطعين دورة يناير 2025، للتنسيق بين المجلسين وفتح الحوار مع من يهمه الأمر، ولو أنهما مقيدان باحترام التسلسل الإداري الإجباري من إلزامية المرور من الجماعة للاستشارة مع العمالة وهي المختصة لتبليغ رغبتهما إلى الوكالة.
ومرة أخرى – وكما أسلفنا – فمشروعا من هذا النوع يتطلب اجتهادا ونضالا وتضحية لإخراجه إلى حيز الوجود، ونثق في المكانة المرموقة لرئيسي مجلسي المقاطعتين لإنجاح حلم الساكنة حتى يكون لها كورنيش كسكان مقاطعتي يعقوب المنصور وحسان.