بين السطور | هل لنتنياهو أبواق في المغرب ؟
يمكن للمتتبع أن يفهم كيف يقوم “مجرم حرب” بالدفاع عن نفسه، لكي يواجه عقوبة محتملة تفوق من حيث أثرها “الإعدام”، وهذه حالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه غالانت، وكلاهما أدانه القضاء الدولي على جرائمهما المرتكبة في حق الفلسطينيين، لكن أن تخصص مجموعة إعلامية، يفترض أنها تشتغل تحت القانون والدستور المغربي، أبواقها لتبرير “جرائم الحرب”، والدفاع عن نتنياهو، فهذا يطرح أكثر من علامة استفهام..
دون الخوض في الجواب عن سؤال “كيف” و”لماذا” و”الغاية” و”ما وراء الكواليس”.. فإن أحمد الشرعي، المستثمر الإعلامي، حوّل مجموعة إعلامية كاملة بصوتها وصورتها(..)، إلى مجموعة مدافعة عن إسرائيل في المغرب، وبالنسبة له “الديمقراطية تأتي من إسرائيل”، و”المغاربة كلهم إسرائيليون”، وهذا غير صحيح، وإن كان يتفق مع “الأجندة” فهو لا يتفق مع ما يجري على أرض الواقع، حيث يعد المغرب من البلدان الأولى في التشبث بالدفاع عن فلسطين، ملكا وشعبا(..).
المغاربة يقولون “أنا معاك بالله والشرع”، والشرعي وغيره يحاولون تأسيس “إعلام إسرائيلي” في المغرب، وحسابات إسرائيل ليست هي حسابات الوطن(..)، بل إن تهمة محاولة تقسيم البلدان تلاحق هذا البلد أينما حل وارتحل المنتسبون إليه، بسبب تطاولهم على ثقافة البلدان ونسيجها الاجتماعي ومحاولة تغيير التاريخ(..)، وربما يتعين على الشرعي أن يلتقط إشارات بن كيران أكثر من غيره، إذ لا يمكن في جميع الأحوال “الدفاع الفج” عن متهم من طرف القضاء الجنائي الدولي بـ”ارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية”، كما لا يمكن وصف قتل الفلسطينيين والأطفال والنساء بالدفاع عن النفس، (واختزال ذلك في أضرار جانبية).. إنه فعلا ترخيص بالقتل وبإبادة الشعب الفلسطيني بأكمله في مجازر أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، لا سيما في بلاد قائدها يرأس “لجنة القدس”، وهو نفسه ما فتئ يعلن ويؤكد أمام خصوم المغرب، “تشبث المغاربة بالدفاع عن القضية الفلسطينية”، وقد قال ذلك في “وجه الإسرائيليين” أكثر من مرة..
لنفترض أن الشرعي يعتبر كلام بن كيران بمثابة “الفتوى” بسبب الخلاف الإيديولوجي، ماذا لو استمع إلى نشطاء حقوقيين؟ هذا إذا لم يعجبه آلاف المتظاهرين الذين يملؤون شوارع المدن المغربية احتجاجا ضد إسرائيل، خاصة أولئك النشطاء الذين نبهوه إلى الخطأ الفادح في مهاجمته للقضاء الدولي، حيث أن “إنكار العدالة الدولية هو إنكار للعدالة الوطنية، فمن يهاجم القضاء الدولي هو، بشكل غير مباشر، يهاجم القضاء الوطني.. وقبول التطبيع والدفاع عنه لا يعني بالضرورة التطبيع أيضا أو تبرير جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، لأنه يحوّل المرء من مجرد تقدير سياسي إلى مناهض للإنسانية ككل..”، بتعبير الناشط عزيز إدامين.
إن محاولة “تقسيم المغاربة” إلى فئة تدعم فلسطين وفئة تدعم إسرائيل، لعبة خطرة، تتجاوز الحسابات الإعلامية الصغيرة، المرتبطة بالحسابات المقاولاتية(..)، لأن قضايا كبرى مثل القضية الفلسطينية تمس في الصميم “الشعور الوجداني العام”، وهذا “التلاعب الإعلامي” خطر على الاستقرار(..).
مجرد تساؤل.
هل لنتنياهو أبواق في المغرب!!!؟؟؟
من فتح لأحمد الشرعي الأبواب ليدعم “النتن ياهو” !!!؟؟؟
لقد سبق له أن أدان حماس ووصفها بالإرهابية ووصف الأسرى الصهاينة لديها بالرهائن، ووصف الكيان بـ “الأمة الديمقراطية”، وأسس منظمة “كلنا إسرائيليون”.
قدوته في ذلك الملك الذي دعا النتن ياهوا لزيارة المغرب، وقدوته بوريطة الذي ألذي أدان في قمة النقب أعمال المقاومة ووصفها بالإرهابية وافتخر بالانتساب للصهاينة واختلاط دماء الشعبين الصهيوني والمغربي.
وعن إدانته للمحكمة فقد سبقه أيضا بوريطة، الذي أدان حكم محكمة العدل الأوروبية، ووصف حكمها بالمسيس والمنحاز وبالمتحرش وبالمفتز والمبتز وطعن في كفاءة قضاتها ونزاهتهم.
وقد سبق أحمد الشرعي من طعن في عروبة المغربيين.
ومؤخرا ادعى أحد الوزراء أن المغرب دولة علمانية.
جاء في المقال ما نصه:
“خاصة أن معظم المغاربة يعتبرون القضية الفلسطينية قضية وطنية” انتهى الاقتباس.
الإحصائيات والشواهد تقول أن كثير من المغربيين مع الصهاينة.
وعلى هذا الأساس سنحاكم الكثير الكثير من الناس، وليس أحمد الشرعي وحده.
ووفق نتائج المؤشر العربي لسنة 2022 ، فإن 59 بالمائة (الأعلى عربيا) من المغربيين قالوا إن القضية الفلسطينية يجب أن تكون قضية للفلسطينيين فقط