هل ينجح عامل القنيطرة الجديد في مواجهة لوبي العقار ؟
القنيطرة – الأسبوع
منذ سنوات طويلة ومدينة القنيطرة تعيش خارج دائرة اهتمام الإدارة المركزية في الرباط، في غياب آفاق تنموية حقيقية ومشاريع تنصف هذه المدينة الرائدة في الزمن الجميل، والتي كانت من أبرز المدن التي تحتضن العديد من التظاهرات الوطنية، وتزخر بالعديد من الطاقات في مختلف المجالات الاقتصادية والرياضية والثقافية والاجتماعية.
خلال السنوات الأخيرة، لم تعد مدينة القنيطرة في الواجهة وفقدت ريادتها، بسبب ضعف المنتخبين والمسؤولين الذين تولوا المسؤولية على تدبير الشأن المحلي، وأيضا على مستوى سلطات الوصاية، بالإضافة إلى الصراعات الحزبية الضيقة بين أعضاء المجلس والتي أدخلت المدينة منذ عهد الرئيس الأسبق عزيز الرباح دائرة “البلوكاج”، وعطلت الكثير من المشاريع التنموية الحقيقية، بالإضافة إلى فشل وضعف الرئيس السابق أنس البوعناني، الذي تم عزله بسبب تورطه في خروقات للتعمير دون أن تتم محاسبته على أفعاله.
فالزائر لمدينة القنيطرة يلاحظ النمو العمراني والزحف الإسمنتي على المدينة شمالا وجنوبا، حيث يظل المنعشون العقاريون والمقاولون هم المستفيدون فقط من الوضعية الحالية للمدينة، بينما الأحياء الهامشية والمناطق الصناعية، والفضاءات العمومية، والبنية التحتية.. متهالكة تحتاج إلى اهتمام كبير من قبل العامل الجديد على المدينة، لأجل إصلاح ما أفسده المنتخبون.
فقد أصبحت مدينة القنيطرة في حاجة إلى نهضة شاملة لإخراجها من الوضعية السلبية التي تعيشها منذ سنوات، رغم صرف الملايير من المال العام دون تحقيق أي إقلاع حقيقي لتنميتها، وجعلها تواكب التطور الكبير الذي تعرفه جهة الرباط التي تنتمي إليها جغرافيا، كما تحتاج إلى إرادة مركزية وإدارية من العامل الجديد عبد الحميد المزيد، لإصلاح أخطاء العامل السابق المحمدي، وإرادة سياسية من قبل المنتخبين لتحسين وضعية المدينة وإخراجها من زمن التهميش والتماطل.