الذكاء الاصطناعي يرسم ملامح الرباط بعيدا عن مصالح المنتخبين
الرباط – الأسبوع
لن نجد أحسن من الذكاء الاصطناعي لينورنا بالإجابة عن السؤال الذي حير الرباطيين: لماذا تقهقرت العاصمة لعقود بعدما اؤتمنت على النهوض بها نخب سياسية بمرجعيات وأهداف حددتها في قوانينها التأسيسية وبدعم من قوات شعبية وتأطير من مناضليها وممثلين لها حازوا على ثقة الناخبين لتحقيق آمالهم.. آمال ظلت لعقود، أي منذ تسعينات القرن الماضي، يتقاذفها المتناوبون على كراسي التدبير والتمثيل وأموال وممتلكات وسلطات التواقين إلى التغيير، حتى أن هذا التغيير المطلوب شعبيا جعلته تلك النخب شعارا من شعاراتها، تطالب بتنزيله وتلح على الإسراع بتنفيذه، وتجندت لذلك جرائدها عندما كانت لسانها الوحيد المعبر عن طلباتها وبقوة اسم الشعب، وفعلا أطل علينا هذا التغيير المنتظر من الرباطيين، ولكن لم يغير شيئا في العاصمة، بل غير وبشكل مثير في مقراتها وفي الدعم المالي المخصص لها من جيوب المواطنين، وتناوبت فيما بينها على قيادة المدينة حتى أنها لم تستثن أيا من فصائلها المناضلة(…)، ثم انتقل شعار التغيير إلى المهم: تحسين تعويضات بعض المنتخبين، وتعميمها على مساعدي كبارهم، واحتراما لأصوات الناخبين، فكل من فاز بها يفوز بامتيازات على نفقة الذين وضعوا فيهم ثقة القيام بإسعادهم وبتغيير الحالة القاتمة للعاصمة “يا حسرة”، وكان ساحلها تطل عليه أكبر الدواوير القصديرية مثل “دوار الكرة”، و”دوار المحاريݣ”، و”دوار الكرعة”، والدور المهددة بالانهيار في سانية غريبة، وكانت حياة حوالي 30 ألف شخص يقطنون في منازل محكوم عليها بالهدم وكانت الأمطار تفجعها كل سنة بأرواح بريئة، وتغرق أزقة وتشرد المئات، ومن أشهر الأحياء المنكوبة في ذلك الوقت المدينة العتيقة ودواوير الكرعة، والعكاري وأحياء في اليوسفية والتقدم والسويسي وغيرها كثير، ناهيكم عن كوارث النقل الحضري و”الجوطيات”.. كل هذه المصائب كانت تنخر عظام العاصمة بينما ممثلوها مفتونون بالامتيازات متعاركون على الصفقات والأسفار متمردون على الإقصاء من التوقيعات منقبون عن المزيد من التغيير لأحوالهم، حتى نزلت بشرى المشروع الملكي، الذي صارت العاصمة بفضله في وقت وجيز، وبشهادة العالم، جوهرة دولية بكل المرافق، الثقافية والسياحية والرياضية والاقتصادية..
هذا ملخص جد مقتضب لمسار الرباط من التسعينات إلى اليوم، جدير بتدخل الذكاء الاصطناعي ليضع لها الوصف المناسب قبل وبعد المشروع الملكي، ويخبرنا عن الإنجازات المقبلة بشارع النصر وضفة النهر وعشرات الأوراش الكبرى في طور الإنجاز، ثم يوضح لنا أسباب تقهقرها في تلك الفترات ؟
ومن خلال تفسيراته، يمكن مناقشته عن موضوع يهم كل الرباطيين، ويتعلق بالأمر بالأوصاف المقترحة لانتخاب نوابهم المقبلين، وعن القوانين الانتخابية الحالية الصادرة قبل عشر سنوات وإمكانية عودة العاصمة إلى وضع “القانون الخاص”، لأن الرباط اليوم باتت في حاجة ماسة لـ”تشريع خاص بها”.