جهات

الرباط | تصحيح لوحات تسميات شوارع عاصمة الثقافة

وضع يفرض تدخل الجماعة

الرباط – الأسبوع

    أوراش عملاقة تعم كل أرجاء العاصمة استعدادا لاستقبال تظاهرات دولية كبيرة، وإذا كانت هذه الأوراش تسهر عليها طاقات أمينة ومؤتمنة على تنزيلها في أحسن الظروف، فإن صيانة بعض الأدوات الصغيرة، الموكولة للمجالس الجماعية وفروعها المقاطعاتية، مثل السلامة اللغوية والتاريخية لـ”الحالة المدنية” لتسميات الشوارع والساحات والأزقة، يمكن وصفها بالكارثية، وبالشاردة عن محيط العاصمة الثقافية من جهة، والإدارية من جهة ثانية.

فمنذ سنوات ونحن نذكر مجالس الرباط بهذه اللخبطة الفظيعة المنشورة على الملأ في لوحات معلقة كتعريف رسمي لأسماء طرقات المدينة، وفي نفس الوقت كمرشد للاتجاهات ومنجد يترجم عند الحاجة عباقرة التاريخ المحلي والوطني والدولي، وجغرافية المملكة وطبيعتها ووديانها وسهولها وأحواضها ومدنها، واسْتُحْضِرت دول وعواصم من كل القارات زينت بأسمائها منافذ أزقتها.. هذا التصميم التعريفي لكل شبر في العاصمة، نعترف بأنه لم يكن وليد هذا العقد ولا الذي قبله، ولكن جله كان من قبل مجالس تحملت أعباء استبدال تسميات الاستعمار بما ذكرناه آنفا، ثم عززته المجالس اللاحقة بترسانة من الملحقات الإسمية، وكان عملا تكلف به ذوو الاختصاص، وبرمجت لهذا العمل أرصدة مالية من ميزانية التسيير، ولم تكن العاصمة بعد متوجة بلقب عاصمة الثقافة ولا تستهوي السياحة الدولية ولا اللقاءات والمؤتمرات العالمية، أما وقد صارت مدينة عالمية وتتصدر صفحات ومواقع كونية وبعد شهور ستحتضن مباريات في كرة القدم على صعيد القارة، فإن الواجب والمدينة في ثورة الإصلاحات والبناء والتشييد والتغيير الإيجابي المرموق، يفرض على مجلس الجماعة الاهتمام الفعلي بالجانب الثقافي والتاريخي للكتابات المرقونة على اللوحات وهي بعشرات الآلاف، للتأكد من مطابقة المكتوب عليها في زمن ما قبل شهرة العاصمة عالميا وبالخصوص ثقافيا، ليوافق ويلائم وضعيتها الحالية ويتماشى مع المعمول به في العواصم الكبرى، وإن كنا لا نعتقد ذلك، لكن أملنا، والوقت ضيق، في إصلاح جذري لهذه اللوحات ووضعها في أماكن مقننة بأبعاد مدروسة وجودة عالية وحروف ساطعة، إيمانا منا بأنها ستكون هي المؤشر الواقعي على ثقافة أعضاء مجالسها، فأما ثقافة سكان العاصمة فمشهود بها قاريا.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى