جهات

من المستفيد من بقاء الصويرة بدون أسواق نموذجية ؟

حفيظ صادق. الصويرة

    تحتضن مدينة الصويرة عددا كبيرا من الأسواق العشوائية التي لا تتبع أي تنظيم رسمي أو تخطيط، فقط الفوضى، حيث يجد السكان أنفسهم مضطرين للتعامل مع هذه الفوضى يوميا.

علاوة على ذلك، يؤثر عدم التنظيم على حركة المرور والنظافة العامة، مما يجعل من الصعب على السكان والزوار التنقل في المدينة، ويعطي بالتالي، صورة سلبية تتناقض مع الجهود المبذولة للترويج للسياحة في المنطقة.

تتمة المقال تحت الإعلان

ففي غياب أسواق نموذجية، يجد بعض أصحاب المصالح الفردية في العشوائية فرصة للاستفادة، ذلك أن الفوضى تسمح بتجارة غير منظمة غالبا ما تُعفى من الضرائب والرسوم، ما يعود بأرباح كبيرة على بعض الأطراف، كما أن العديد من الباعة الجائلين غير الرسميين يعتمدون على هذه الأسواق العشوائية لتجنب تكاليف الإيجار الباهظة للمحلات، وهو ما يعزز انتشار هذه الظاهرة.

ومن جهة أخرى، قد تكون لبعض الجهات المحلية مصلحة غير معلنة في إبقاء الوضع كما هو، إذ تتحول هذه الفوضى إلى مصدر دخل رسمي لمن أوكلت إليهم مهمة المراقبة.

ولمعالجة هذه التحديات، لا بد من التفكير في سياسات جديدة تتعلق بإحداث أسواق نموذجية منظمة تتيح للبائعين العمل في بيئة تضمن لهم فرصا أكبر للربح، وتوفر للمواطنين والسياح مرافق مريحة وعصرية، إذ من شأن هذه الأسواق أيضا أن تسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي، وتعيد التوازن للقطاع غير المهيكل الذي يعتمد عليه الكثيرون، لكن بطريقة تضمن العدالة للجميع.

تتمة المقال تحت الإعلان

إن استمرار العشوائية في مدينة الصويرة ليس نتيجة للصدفة، بل قد يكون جزء من منظومة تستفيد منها أطراف مختلفة، ورغم ذلك، يبقى الأمل معقودا على اتخاذ خطوات جادة من طرف المنتخبين لإحداث أسواق نموذجية تحترم متطلبات العصر وتعكس صورة مدينة أصيلة، لتظل الصويرة وجهة سياحية واقتصادية في نفس الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى