عمدة مكناس ينهي زمن وصاية عائلة الطاهري
مكناس – الأسبوع
حصل البرلماني عباس المغاري عن حزب الاتحاد الدستوري، على رئاسة مجلس جماعة مكناس، بعدما تفوق على البرلمانية سميرة قصيور المدعومة من قبل أكبر العائلات ذات النفوذ في العاصمة الإسماعيلية.
وأنهى المغاري زمن تحكم عائلة الطاهري في رسم الخريطة السياسية للشأن المحلي بمكناس منذ سنوات، حيث تمكن من اقتحام تحالف العائلات القوية في المدينة وشق صفوف مستشاري الأغلبية، لاسيما وأن الكثير منهم غير راض عن دعم أحزابهم للعمدة السابق جواد باحجي، الذي خرق ميثاق الأغلبية بعدما قدم تقارير ضد بعض المستشارين والنواب إلى سلطات الوصاية.
وقد ساهم حياد السلطات وفرق المعارضة، في وصول المغاري إلى رئاسة جماعة مكناس، الذي واجه ضغوطات الأحزاب والمصالح السياسية في المشهد الحزبي بمكناس منذ عقود طويلة، حيث تمكن من قلب الطاولة على عائلة الطاهري التي تقود حزب التجمع الوطني للأحرار منذ زمن وتتحكم في لوائح المترشحين والمستشارين، وتشرف على هندسة التحالفات.
لكن اليوم سقطت عائلة الطاهري في الاختبار بعدما كانت تدعم العمدة المستقيل باحجي، بالرغم من هفواته والأخطاء والصراع المفتعل بينه وبين جميع أعضاء الأغلبية، والذي أدخل المدينة والمشاريع في حالة “بلوكاج” منذ ثلاث سنوات.
هذه الخسارة تشكل ضربة قوية لعائلة الطاهري، التي تمارس وصايتها وتهندس وتختار رؤساء الجماعات الترابية والمجالس على مستوى الإقليم والمدينة، لكن خسارتها رئاسة الجماعة قد تدفع قيادة حزب الأحرار إلى تغيير المنسق الإقليمي للحزب، أحمد الطاهري، الذي وعد رئيس الحزب عزيز أخنوش بالحفاظ على عمودية مكناس سابقا.
فبالرغم من وصوله إلى رئاسة جماعة مكناس لتدبير المرحلة المقبلة، سيكون عباس المغاري أمام مهمة صعبة لإخراج المدينة من “البلوكاج” الذي يعرفه المجلس الجماعي، والمشاكل المتعددة، على مستوى النقل الحضري، والإنارة العمومية، وتأهيل المدينة، كما أنه قد يواجه معارضة قوية في المجلس التي قد تضم تشكيلة متناقضة مكونة من العدالة والتنمية، والتقدم الاشتراكية، والاتحاد الدستوري، وبعض منتخبي الأحرار والاستقلال و”البام”.