أمطار قليلة تفضح ضعف البنية التحتية بالفنيدق
الأسبوع – زهير البوحاطي
ساعات قليلة من التساقطات المطرية التي عرفتها الفنيدق مؤخرا، كانت كافية لإظهار حقيقة البنية التحتية التي يتغنى بها المسؤولون عن الشأن العام بالمدينة، حيث أغرقت هذه الأمطار المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط وبوابة أوروبا نحو المغرب، ورغم صغر حجم المدينة، إلا أن ذلك لم يسعفها بأن تكون في المستوى المطلوب وتتوفر على بنية تحتية قوية تستجيب لحاجيات الساكنة وتصمد في وجه الأمطار والفيضانات.
وسبق للفنيدق أن استفادت من مشروع حماية المدينة من الفيضانات بكلفة تقارب 17 مليون درهم سنة 2018، من خلال بناء قناة دائرية وادي “كنديسة”، بغلاف مالي يصل إلى 16.8 مليون درهم.
هذا المشروع الذي أشرف على انطلاقته العامل السابق على عمالة إقليم المضيق-الفنيدق، إذ كان من المفترض أن يشيد خلال سنة واحدة على طول 870 مترا، ويضم أيضا تحويل الشبكات المائية المتداخلة مع المشروع باستثمار يصل إلى 8.8 ملايين درهم، فشل في مهده ولم ير النور لحد الآن.
وقد بلغت مساهمة كتابة الدولة في المشاريع المبرمجة لحماية مدينة الفنيدق من الفيضانات بين عامي 2018 و2019، أزيد من 53 مليون درهم، موزعة على 40 مليون درهم لتنقية وتمديد المنشأة الرئيسية بوادي الفنيدق على مسافة 400 متر، و6 ملايين درهم لربط منطقة “رأس لوطا” بوادي الفنيدق، و7.1 ملايين درهم كمساهمة في مشروع وادي “كنديسة”، وذلك من أجل حماية المدينة وأحيائها من الفيضانات في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة الداخلية وكتابة الدولة المكلفة بالماء ووكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال ووكالة الحوض المائي اللوكوس وجماعة الفنيدق وعمالة المضيق الفنيدق وشركة “أمانديس”.. لكن الواقع يكذب ذلك جملة وتفصيلا، لأن المدينة غرقت في المياه وتضررت سيارات المواطنين بالمرآب القريب من الشاطئ، والذي تحول بدوره إلى بركة مائية، كما أن معظم الأحياء السكنية تضررت بسبب غياب مجاري المياه التي جلبت معها الأتربة والحجارة.