رياضة | هل تحاول مديرية التحكيم شرعنة أخطاء الحكام ؟
الرباط – الأسبوع
شهد الموسم الحالي من البطولة الاحترافية تصاعدا ملحوظا في الانتقادات الموجهة للتحكيم، إذ أعربت العديد من الأندية عن استيائها من بعض القرارات التحكيمية التي رأت أنها أثرت على نتائج المباريات، ولم يمر ذلك دون أن يثير جدلا واسعا في أوساط كرة القدم الوطنية، إذ بدأت بعض الفرق في المطالبة بإصلاحات شاملة في نظام التحكيم لضمان مزيد من الشفافية والعدالة في المباريات، وكان آخر المحتجين فريق الجيش الملكي، الذي اشتكى من ظلم الحكام حسب بيان للفريق العسكري.
وتسيد جدل التحكيم المشهد الرياضي في المغرب، بسبب توالي وتزايد احتجاجات الأندية والجماهير على قرارات التحكيم، وتضع أزمة التحكيم جامعة كرة القدم أمام تحد جديد يتعلق بضرورة تحسين أداء قضاة الملاعب، وذلك بهدف تقليل الأخطاء الفادحة في المباريات، وكمحاولة منها لتفادي تلك الأخطاء، فقد قررت المديرية الوطنية للتحكيم استدعاء الحكام إلى لقاء تواصلي، من أجل بحث سبل تطوير أدائهم، كما أصبح يحيى حدقة، المسؤول عن تقنية الفيديو، قاب قوسين من مقصلة الإقالة، بسبب عدم تعامل الحكام مع “الفار” كما يجب، ما جعل الانتقادات تطوقه من كل حدب وصوب.
ورغم أن مديرية التحكيم تعقد لقاء إعلاميا تناقش من خلاله عدة قرارات مثيرة للجدل من مباريات البطولة الوطنية، كان من أبرزها عدم احتساب ركلة جزاء لصالح الوداد البيضاوي ضد حسنية أكادير، إذ أشارت المديرية إلى وجوب منح ضربة حرة مباشرة وإنذار مدافع الحسنية بسبب تدخله المتهور، إلى جانب إقرارها بصحة قرار احتساب ضربة جزاء لصالح الحسنية ضد الوداد، مما يطرح التساؤل حول الغاية من هذه الندوة، سواء كانت تزكي قرارات الحكام أو تلغيها، الأمر الذي يزيد من شحن الجماهير عندما تقوم المديرية بعدم تزكيتها لقرار خاطئ من حكامها المعتمدين.
فإذا كانت تقنية “الفار” من أهم الابتكارات التي تم إدخالها في عالم كرة القدم، حيث تهدف إلى تقليل الأخطاء التحكيمية عبر مراجعة اللقطات الحاسمة، إلا أنها لم تسلم من الانتقادات، خاصة عندما يشعر اللاعبون والجماهير أن القرار النهائي غير منصف أو غير مدعوم بشكل كاف من خدمة الفيديو، الأمر الذي تؤكده حالات كثيرة وقعت في منافسات البطولة الاحترافية لهذا الموسم، مما يساهم في تراجع ثقة الأندية والجماهير في “الفار”، خاصة عندما تتكرر الأخطاء أو يُعتبر التحكيم غير متسق في قراراته، بل يفتح تأويلات لدى الجماهير المغربية لوجود مؤامرة من زمرة لقجع وبلقشور، لتوجيه لقب البطولة الاحترافية لفريق معين دون الفرق الأخرى.
من جهتهم، يسعى مسؤولو الدوري المغربي لانتشال مباريات البطولة الوطنية من وحل الأخطاء التحكيمية، من خلال إخضاع الحكام لعدة اختبارات جديدة، وشهدت الجولات الـ 8 الأولى احتجاجات كبيرة على التحكيم، حيث سقط قضاة الملاعب في أخطاء بدائية أثارت الكثير من الجدل، على أمل ألا تتكرر هذه المشاهد المسيئة لسمعة الكرة المغربية، لا سيما وأن المغرب مقبل على احتضان تظاهرات قارية ودولية.