تحليلات أسبوعية

بين السطور | الله يرحم من زار وخفف..

بقلم: الطيب العلوي

    سبق أن كتب الرئيس الفرنسي السابق، جيسكار ديستان، مقالا على صفحات مجلة “الباري ماتش”، ذكر فيه أن المغفور له الحسن الثاني قال له بعد أن غرز عينيه فيه بسوادهما: ((الانتخابات في المغرب المتبقية من حياتي ستكون كلها مهمة جدا بالنسبة لي، لأن كل واحدة منها مناسبة لتسمية وزير أول من المعارضة، ولأني أتمنى أن يحصل التناوب في حياتي، وإذا لم يتحقق، فإني أخشى ساعة وفاتي أن تتضخم المصاعب حول خلافتي، ولكني أحرص على أن أبقى لأرافق تجربة التناوب)).. واصل الزمن منواله إلى أن تحققت فعلا أمنية الحسن الثاني التي خص بها الرئيس الفرنسي، عاما واحدا قبل وفاته، وفهمنا فيما بعد أن هذا التناوب هو من فتح الباب لآفاق وإمكانيات سياسية جديدة، اجتاز بفضلها المغرب موقع الخطر فيما بعد..

في زمن آخر بلا شك، وفي عهد آخر، وحقبة أخرى، وموضوع آخر، لكن في آفاق واحدة(…)، يكون الرئيس الحالي ماكرون قد فهم أخيرا أمنية الملك محمد السادس فيما يخص ملف الصحراء بالنسبة له، ونعرف أن أساليب محمد السادس لتوصيل الرسائل والنوايا(…) ليست نفس أساليب أبيه.. المهم أن ماكرون قد فهم “الميساج الصامت” دون أي در للرماد في العيون، ولم تكن هذه الخطوة إلا مثمرة للجميع(…)، حيث أنها لم تكن وقفة تاريخية وانتصارا للشرعية التاريخية والواقعية في ملف الصحراء فحسب، بل أيضا حلقة جديدة من تاريخ مشترك طويل بين المغرب وفرنسا، ربما قد بدأ من عهد ماري آن “البوربونية”، تلك الشابة النبيلة الفرنسية، الابنة الغير الشرعية للملك لويس الرابع عشر، التي تقول بعض المصادر أن السلطان مولاي إسماعيل أرسل سفيره في فرنسا لخطبتها، قصة أشار إليها الرئيس ماكرون في خطابه الأخير وسط حشد البرلمانيين المغاربة، لما تطرق لاستدعاء السفير عبد الله ابن عائشة ضمن حديثه عن التبادل التاريخي للسفراء بين البلدين، ولا أظن أن كل من صفق له في تلك اللحظة(…) كان يعرف خبايا التلميح ولا خبايا القصة..

تصالحنا الآن مع بلد موليير، جاء الآن ماكرون إلينا وذهب، ووقعت الحكومتان المغربية والفرنسية اتفاقات قاربت العشرة ملايير أورو، موزعة على 22 اتفاقية، تراوحت بين مشاريع السكك الحديدية وقطاعات الطاقة والهيدروجين، وأمور أخرى لا يفهمها إلا المختصون(…)، وما قد نفهمه نحن هو إذا قسمنا هذه السومة على مجموع عدد المغاربة، في انتظار أرقام لحليمي الذي ذهب هو الآخر قبل الإعلان عنها(…)، فستعطينا هذه الاتفاقيات المغربية الفرنسية ما يناهز 2500 درهم لكل مغربي، وإن كانت تكلفة زيارة ماكرون للمغرب قد أثارت جدلا في الأوساط السياسية الفرنسية(…)، إلى حد التساؤل عن فائدة الوفد الفرنسي الكبير الذي جاء للمغرب “على ظهر” الشعب الفرنسي، فنحن المغاربة نكتفي بالقول أن هذا ليس وقت الحساب(…) ما دام الوقت هو وقت داعم لمغربية الصحراء.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى