ما محل اللجان الجماعية في مجالس العاصمة ؟
الرباط – الأسبوع
ينبغي التصدي وبكل جدية إلى الممارسة غير المقبولة لبعض منتخبينا، لانغماسهم في الجزئيات الصغيرة، وهنا نستحضر مهام ومسؤوليات المجالس المنتخبة، فهي مؤتمنة على تحقيق الرفاهية للرباطيين والدفاع عن قضاياهم والتعبير عن انشغالاتهم وهمومهم، ولهذه المجالس لجان غير ملزمة بانتظار دوراتها لتدارس واقتراح ما يشغل الساكنة، فقد يكفي الإشارة في ختام أي دورة إلى مواصلة اجتماعات هذه اللجان بين الدورتين.
وها هي الأوراش في العاصمة على قدم وساق، والأشغال الثقيلة بالليل والنهار، ولأول مرة سجلنا أزيد من 100 مشروع مفتوح في هذه الأوراش موزعة على تراب الرباط والمسؤول الأول في الجهة جعل من سيارته مكتبه ومركزا لتنسيق العمليات وتتبعها وتصحيح اختلالاتها.
وإذا سألتم عن دور منتخبينا، فهم إن شاء الله بعد قضاء العطلة الرسمية ولو أنهم في عطلة دائمة مؤداة من جيوب الرباطيين، سيجتمعون ويناقشون، وفي يوم واحد، مبدئيا تقارير اللجان وتوصياتها وملتمساتها، سواء داخل قاعات المقاطعات والجماعة ومجلس العمالة أو الجهة، وغالبا تعتمد هذه اللجان على نباهة الأعضاء المحترمين الحاضرين لينوبوا عنها بتدخلاتهم المفاجئة غير المدرجة في جداول الأعمال، فيصنعون بذلك ما غفل عنه المشرع في نظام الاجتماعات: “وقت للدردشة”، ونحن مقبلون على تظاهرات عالمية وإقليمية في الرياضة والثقافة، ومدينتنا مبرمجة في جل هذه التظاهرات ابتداء من السنة المقبلة، ولأجلها ومنذ حوالي 10 أشهر تجند المسؤولون المحليون لتحضير العاصمة لهذه المناسبات ومنها بعض المباريات في “كان” 2025، والتي وإن كانت رياضية في ظاهرها فهي دبلوماسية في طياتها واقتصادية في جوهرها، ودعائية للقارة ككل، فكنا ننتظر من اللجان الرياضية الجماعية والمقاطعاتية والجهوية، أن تلتئم في جمع استثنائي لترتيب ما يجب إقراره، وتنزيله لتأطير وتنظيم الساكنة وتوجيههم لابتكار الشعارات والأعلام واللافتات، وتحسيس المهنيين في الخدمات والتجارة والصناعة الحديثة والتقليدية، للانكباب من الآن على تأكيد الاهتمام الاستثنائي بإنجاح استضافتنا للأفارقة في العرس الكروي بما يزيدهم التحاما بنا واكتشافا لمغرب التقدم والازدهار، غير أن لجاننا – مع الأسف الشديد – حصرت كل اختصاصاتها في تمويل المعدات الرياضية وتوزيعها على من يحظى برضاها من الغرق والجمعيات المحظوظة دون مراعاة بأن أهدافها لا تتعلق بتوزيع المعدات الرياضية، ولكن بتشييد رياضة لفرجة الرباطيين ولتكوين أبطال محليين وخلق أنشطة ميدانية محلية وإقليمية وجهوية وقارية مع القارة الأم، وبالتالي، تكون قد اخترعت دبلوماسية جديدة للرياضة وسياسة شعبية مفيدة في نهج التمسك بالوطنية كما شاهدنا ذلك في عدة مباريات، لكن مع الأسف لجان مجالس الرباط شاردة.
فاللجان محرك رئيسي للتفكير في شؤون الرباطيين وقد أضاعت طريقها وتحولت إلى مجرد بقرة حلوب لبعض الأعضاء.