حديث العاصمة | أي قيمة مضافة لميزانيات العاصمة عن مهرجانها الرياضي الإفريقي ؟
بعد الصحوة الرياضية للمنتخب الوطني في كرة القدم وتألقه بميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية هي الأولى لفريق إفريقي، انصب اهتمام العالم على هذه الصحوة وجعلته يتابع مسارنا الكروي واستضافتنا لتظاهرتين عالمية وقارية منها مباريات كأس إفريقيا 2025 بمشاركة أحسن المنتخبات وحضور جماهيرها من كل القارة السمراء لتشجيع ومؤازرة فرقها الوطنية واكتشاف نجومها، وستكون العاصمة من بين مدن أخرى مستقبلة لضيوف “الكان” ولبعض مبارياته، ودون شك وهي العاصمة الثقافية لإفريقيا، سيحج إليها الضيوف للاطلاع على هذه الحاضرة العلمية ذات الشهرية القارية.
وقد انطلقت أشغال دورة شتنبر لمجالس المقاطعات ومن أبرز وأهم ملفاتها: “تحضير النفقات لتغطية تسييرها”، ونعني بذلك شؤون سكانها، وبعد هذه الدورة ستحل دورة أكتوبر لمجلس الجماعة، والمفروض فيها تهييئ ودراسة ومناقشة ومصادقة أو رفض ميزانية تدبير أمور العاصمة، وإذا كانت مجالس المقاطعات تكتفي باقتراح ما يطلق عليه “مخصصات مالية لمصاريف التسيير”، فإن مجلس الجماعة له سلطة القرار على هذه المخصصات وأيضا على الميزانية، التي باتت مجرد مطبوعات بعناوين أعدها معدوها منذ نصف قرن، تكتفي اللجان المختلفة والجمع العام للأعضاء بإضافة الأرقام فقط دون روح الغاية، حتى أضحت هذه الميزانية مجرد أوراق تتكرر نسخها كل سنة مع اجتهادات استثنائية للأعضاء في ابتكار ما يمكن من سد نفقات ما اشتهر عند الرباطيين بـ”الريع المفضوح”، وقد حان الوقت للقطع النهائي مع هذا الريع ومفاجأة الرباطيين بوثيقة مالية عن سنة 2025 يغلب عليها الاستعداد لاستقبال “كان” 2025 ببرامج غير مسبوقة واستعدادات لم يسبق لها مثيل، وتجنيد عام في كل المصالح والمجالس ووسط الساكنة للمساهمة في إنجاح العرس الرياضي الإفريقي بتمغربيت، تكون رسالتنا إلى العالم، وذلك بتحويل كل مصاريف وامتيازات “الريع” المنبوذ إلى بند خاص يدعم هذه التظاهرة وفي ذلك تأكيد لإفريقيتنا ورغبة في خدمة إنسانها وقضاياها وما كرة القدم إلا وسيلة لصلة الرحم بين الشعوب المحاصرة ببحور توجد طبيعيا مملكة إمارة المؤمنين على رأسها، وهي صلة وصل بين الشرق العربي والشمال الأوروبي ومهد تعايش الأديان..
فهل سيترجم هذا الطموح الرباطي في قيمة مضافة لميزانيات العاصمة ؟