الفوضى تفشل الموسم السياحي في مارتيل ومدن الشمال
مارتيل – الأسبوع
مع نهاية الموسم السياحي في مدن الشمال، تطرح تساؤلات كثيرة حول مشاكل العرض السياحي خلال فترة الصيف، نتيجة جملة من الاختلالات التي طبعت فصل الاصطياف واشتكى منها الكثير من الزوار والسياح.
ورغم الإجراءات والتدابير التي قامت بها السلطات وبعض المتدخلين من أجل النهوض بالعرض السياحي، إلا أن هناك ظواهر سلبية لازال القطاع يتخبط فيها، بسبب تضارب الأسعار وعدم التزام الفاعلين السياحيين بالتصريح بمعاملاتهم والخدمات المقدمة للمصطافين، حيث ظلت المحاولات مجرد حبر على ورق.
فالكثير من الزوار والسياح يفضلون مدينة مارتيل لقضاء عطلتهم السنوية، لكن الملاحظ أن هناك فوضى كبيرة في هذه المدينة على مستوى انتشار الكراء العشوائي، وغلاء الأسعار في الإقامة والمواد الغذائية والمشروبات والخضر والفواكه، بالإضافة إلى غياب المراقبة من قبل مصالح الجماعة والشرطة الإدارية ومصالح حفظ الصحة.
وبالرغم من قيام الجماعة منذ سنوات بوضع إجراءات لحث الفاعلين في القطاع السياحي على ضبط أنشطة الكراء والتصريح بالمعاملات، إلا أن هذه التدابير لم تحقق أهدافها المحددة، وظلت ظاهرة الكراء العشوائي سيدة الموقف حتى أصبحت فوق القدرة الشرائية للمواطنين والأسر، وذلك بسبب غياب المواكبة والمراقبة لتطبيق القانون رغم الوعود المتكررة من قبل مسؤولي الشأن المحلي.
هذا الوضع الذي تعرفه مدينة مارتيل على غرار باقي مدن الشمال، يكرس إشكالية كبيرة تتعلق بضعف التنسيق بين الجهات المسؤولة وغياب الفعالية لتنفيذ القوانين، مما يتطلب إعادة النظر في القرارات المتخذة، ووضع استراتيجية مستمرة ذات فاعلية لمعالجة المشاكل التي يعرفها القطاع السياحي المحلي، إذ أصبحت مدينة مارتيل تعاني الكثير من الاختلالات ليس فقط على مستوى تكاليف الإقامة والمواد الاستهلاكية، لكن الأمر يتعلق أيضا بجودة الخدمات والمرافق العمومية بعد تراجع مستوى النظافة والخدمات الإدارية والأساسية، الشيء الذي يؤثر سلبا على صورة الشمال كوجهة سياحية، ليظل السؤال المطروح: متى يتم تحسين جودة الخدمات السياحية وحماية حقوق الزوار ؟