جهات

الراشيدية.. مدينة “قصر السوق” والتراث التي طالها النسيان

الراشيدية – الأسبوع

    كانت مدينة الراشيدية في الخمسينيات عاصمة تافيلالت يطلق عليها اسم “قصر السوق”، فتحولت في السنوات الأخيرة إلى عاصمة لجهة درعة تافيلالت حسب التقسيم الجهوي الجديد، إلا أن هذا التحديث لم ينصفها ولم يخرجها من دائرة التهميش والنسيان الذي تعيشه منذ سنوات، عكس المدن الأخرى التي تحظى بمشاريع كبرى متنوعة صناعية واقتصادية واجتماعية..

في الزمن الماضي، كانت مدينة الراشيدية تضم مباني معمارية متناسقة، وأزقة واسعة، وأشجار متنوعة، ومدارس مختلفة منها مؤسسات أجنبية، وملاعب لممارسة الرياضة بمختلف أنواعها، ومستشفيات، وسوق كبير يجمع المزارعين من مختلف المناطق القريبة، لكن منذ السبعينات لم تحقق المجالس المنتخبة المراد من انتخابها، وظلت غالبية المجالس تتخبط في المشاكل والخلافات والعجز المالي من أجل تنفيذ مشاريع وبرامج ترقى لطموحات الساكنة.

تتمة المقال تحت الإعلان

فالمتتبع يرى أن الراشيدية لم تأخذ حقها من التنمية مثل بقية المدن العريقة والتاريخية، رغم أنها كانت في الزمن الماضي مهدا لظهور شخصيات وطنية، ورجال المقاومة ومفكرين وأدباء وزعماء وشيوخ الزوايا، حيث أن غالبية المجالس المنتخبة المتعاقبة لم تستطع تحويل المدينة إلى قبلة سياحية بامتياز أو منطقة صناعية كبرى قادرة على جلب استثمارات وتشغيل شباب المدينة، الذين يهاجرون إلى مدن أخرى كفاس والدار البيضاء وطنجة والرباط للبحث عن فرص للعمل.

الكثير من الأحياء في المدينة واقعها مر ومزري، لا تتوفر على أي بنية تحتية في المستوى المطلوب، أو تهيئة حضرية لأزقتها وشوارعها وإعادة إصلاح وتركيب قنوات الصرف الصحي، وخاصة في أحياء “تاركة الجديدة”، “أزمور الجديد”، “أولاد الحاج”، “لابيطا”، “لحدب”، و”توشكا”.. وكلها أحياء سكنية خارج دائرة المنتخبين والمجالس المنتخب، حيث تعرف الراشيدية اليوم أسوأ فترة وتبكي على زمانها الماضي بسبب اللامبالاة وانعدام المسؤولية والجدية لإنصافها كمدينة عريقة لها تاريخها الوطني.

فمدينة الراشيدية رغم أنها كانت عاصمة أول إقليم بعد الاستقلال، إلا أنها لم تحصل على الرعاية الكاملة والمستحقة من قبل المسؤولين والمنتخبين لتوازي مدنا أخرى استقادت من كثرة المشاريع والبرامج، والاستثمارات، لتظل الساكنة تنتظر أن تحظى بزيارة ملكية تخرج هذه المدينة من التهميش والإقصاء وتأخذ بها إلى إقلاع اقتصادي واجتماعي وتنموي منشود.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى