جهات

مسؤولية مجالس مدينة الأنوار في التعبير عن أفراح الرباطيين

الرباط – الأسبوع

 

    أفراح الرباطيين واحتفالاتهم بالأعياد ظلت بـ”الأبيض والأسود” لفقرات من الفرجة تتكرر على عقد من الزمن بدون ملامستها ولا حتى ملائمتها لأذواق الرباطيين ولا للنهضة العارمة للعاصمة التي تشهد حاليا أوراشا لمشاريع انبهر لها العالم، وانعكس بريقها وفخامتها على انخراط الساكنة في هذا الرقي معاملة والفخامة حياة.. إلا مجالسهم المنتخبة وكأنها مبرمجة على تنفيذ نسخ أرشيفات العقود الماضية فقط لتسجيل حضورها، وهذا لم يعد مقبولا في أيقونة القارة الإفريقية، عاصمة المملكة، وحظيرة الثقافة والحائزة دوليا على لقب مدينة الأنوار بكل ما تعنيه من شمولية النور والإضاءة والتنوير.. فهل استوحت منها هذه المجالس ما ينبغي لتطوير كل مرافقها وخدماتها ؟

تتمة المقال تحت الإعلان

لا نعتقد، فمقارنة بما تغير، استوحت بعضها ذلك في تحسين تعويضات أعضائها وتجديد أسطول سيارات “الخدمة” وابتكار بدعة كرائها من شركات لراحة “المناضلين” وسعادتهم لاستعمالها وبكل أريحية في تنقلاتهم من مقرات مجالسهم وهي على مرمى حجر من مقار سكناهم إلى وجهاتهم المفضلة، التي يمكن تحديدها بكمية البنزين المستهلك كل شهر، كما أن التعبئة السخية لأجهزة الهواتف الممولة من ضرائب الرباطيين تبين دون شك “اتصالهم الدائم” بالمواطنين لقضاء حاجاتهم، و”فك مشاكلهم” والله يعلم ما خفي..

هذه الأبهة التي تظهرها نفقاتها – كما هي العادة – غير مسجلة ولا مقررة في برامج احتفالاتنا، فهي وبشهادة الجميع جد فاقدة لروح مدينة الأنوار وكأنها ضربة “برق” تقصف الأجواء برعدها ثم تختفي في رمشة عين، فهذه البرامج لم تعد تتلاءم مع وضعية العاصمة وذكاء سكانها، فهذا الذكاء، سواء الإنساني أو الاصطناعي، وجد أمامه متاريس مانعة تموقعه على هيكلة الأعياد واحتفالاتها وبالألوان الزاهية المعبرة عن عمق ابتهاج الرباطيين بتقاليدهم الموروثة، فهي رسائل منهم تعبر عن احترامهم وتشبثهم بهذه التقاليد.

ولا نخفيكم أن جهات معلومة عملت على تبخيس أعيادنا بشتى الطرق الدعائية ربما لخدمة أجندة لم تعد خافية بفضل الإعلام الذكي، ولم تستثن أي مناسبة، دينية كانت أو وطنية، وكأن الهدف هو قتل هويتنا ونزع شرعيتنا كأمة ذات حضارة متجذرة في التاريخ بتاج مرصع بجواهر تقاليد حب وعشق هذه الأمة لتاريخها.

تتمة المقال تحت الإعلان

فلعل مجالسنا تعي هذا المطب، وهي ترى في مدينة الأنوار باريس احتفالات مرور “شعلة” الألعاب الأولمبية، مجرد “شعلة”، استقبلوها استقبال الرسميين ونظموا لها موكبا يقوده أبطال راجلون تكلفوا بحملها من مدينة مارسيليا إلى مدينة الأنوار باريس وسط حشد لا يقدر من “المحبين” لهذه الشعلة.. إنها غاية فقط لم تتمكن بعد مجالسنا من الاهتداء إلى “صنع” مثيلاتها لإسعاد الرباطيين، وها هي الأهم منها تحل بيننا الأسبوع المقبل.. فهل تحظى بنفس استقبال الشعلة ؟ مجالس الرباط تملك الجواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى