المنبر الحر | الإخوة الأعداء في العدالة والتنمية.. أليس منكم رجل رشيد ؟
بقلم: ذ. فؤاد البهلول
كمرجعية إسلامية إن صح الخبر، يحز في النفس تراشق من كنا نعدهم إلى الأمس القريب حكماء.. فـ”ما هكذا تورد الإبل يا سعد” والمثل قاله مالك بن زيد، وربما انطبق على إخواننا عندما نزعوا عنهم جبة السلطة.. وقفت طويلا متأملا هذا المشهد النشاز، ولم تتوضح لي الصورة بعد، احتار أمامها فقهاء علم الاجتماع السياسي، خلناهم أهل الحكمة لزمن طويل، وكان كبيرهم رحمة الله عليه الذي عاشر ثلاثة ملوك، يجيد فك خيوط اللعبة ليوازن بين الرعية والراعي، والحديث هنا عن القطب عبد الكريم الخطيب، الذي لم شمل من تجرعوا مرارة التهميش من كأس واحد ذاقوا منه زمن سنوات الرصاص، وها هم يملؤون مواقع الأخبار في زمن التفاهة، عرفهم المغاربة كمعارضين حاملين لواء الإسلاميين من داخل القبة التشريعية مع بداية العهد الجديد فتوسموا فيهم خيرا سنين عددا، لتحملهم رياح التغيير عندما قالت الشعوب كلمتها، بينما صدحت صناديق الاقتراع وتوجتهم على رأس حكومة ما بعد الدستور الجديد، استبدلت الأماكن والمنازل والسيارات.. السلطة ابتلاء وقليل من يخرج منها سالما.
طيلة عقد من الزمن، انصهر إخواننا داخل المنظومة الجديدة ونسوا أو تناسوا من بحت حناجيرهم ذات يوم بأسمائهم.
المجالس أمانات والتاريخ لا ينسى، فليحرص من اختار تدبير الشأن العام أن يمحص كلامه قبل فوات الأوان، فالشخصية العمومية مسيجة بالسر المهني وأسرار الدولة والإكراهات والمنزلقات السياسية.
الصديق صدوق والصداقة هي ود وإيمان ووفاء للمبادئ التي اجتمع عليها ذات يوم شباب آمنوا بفكرة إلى أن أصبحت عقيدة ولنا في رسول الله وصحبه والسلف الصالح من بعده خير مثال وسيرتهم نبراس يضيء طريق من جعلوا الإسلام ديدنهم.
الأخوة في الله أفرادها كأغصان الشجرة الواحدة لا تكاد تؤثر فيها عواصف الأعداء أو رياح الأهواء، وخير رسالة لإخواننا قوله عز وجل: ((واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)).
