الرباط | فراغ غير مقبول في تنظيم الاحتفالات بعيد الأضحى
الرباط – الأسبوع
شهر ويحل عيد الأضحى وينعت بالسعيد أو المبارك، لذلك من المفروض أن يسعد به الرباطيون وتعم الفرحة بيوتهم، عيد بإجماع المغاربة ميزوه بـ”العيد الكبير” لمكانته الكبيرة عندهم ولطقوسه المتميزة بينهم بالرغم من إكراهات نفقاته الباهظة واحتياجاته الخاصة، وأشغال شاقة بطعم السعادة في أوساط العائلات، عيد الأضحى اكتسب ميزة “الكبير” من قبل المغاربة دون غيرهم من المسلمين، وهذه خاصية انفردت بها إمارة المؤمنين في العالم الإسلامي، وفي عاصمتها جماعة ترعى أكثر مما تدبر شؤون ساكنتها، فما دورها وواجبها الديني والاجتماعي والسياسي والإداري والإنساني وصيانة التراث نحو هذا العيد الكبير؟
لا نخفيكم أن واجب الجماعة انحرف إلى رسم نؤديه عند شرائنا للأضحية من بائعها الذي يلزم بدفع إتاوة دخول السوق الجماعي للبهائم ليضيفها على المشترين، وما عدا ذلك، فخدمات واجبات هذه الجماعة منعدمة وكأنها تتبرأ من هذه الواجبات وتحملها للرباطيين ولسان حالها يردد: “دبروا ريوسكم مع عيدكم”.. هذا التجاهل لم يعد مقبولا وليس له مبرر(..)، لأن الجماعة مسؤولة عن تنظيم وتأطير مواطنيها بكامل صفاتها الحزبية والإدارية والسياسة الانتخابية والتعاضدية الاجتماعية، وكان عليها قبل شهر من موعد الاحتفال بعيد الأضحى، إعلان حالة الطوارئ في مكتبها المسير ولجانها وأقسامها الصحية والاقتصادية والاجتماعية ومرافقها، للانكباب على وضع مخطط لبرامج الإعداد للعيد الكبير، حتى يشعر الرباطيون بدفء التأطير ودعم التنظيم ومساندة من منتخبيهم لخدمتهم مقابل ضرائبهم ورسومهم.
ومع الأسف، هناك فراغ بين المجالس في هذا الجانب الاحتفالي، والدليل أنها لم تتداول في مداولات دوراتها ولا في اجتماعات مكاتبها ولا لجانها في موضوع يمس كل ساكنتها، وكان بالإمكان ترتيب ما يجمعهم في طقوس هذا العيد ولم لا بين العائلات ودور الخيريات والمسنين والمستشفيات.
فالعيد الكبير هو لنحر الأضحية تقربا إلى الله، وأيضا لإسعاد عباد الله وخلق أجواء الاحتفالات بعد النحر في الساحات والفضاءات والمؤسسات الاجتماعية.. هذا هو المغزى من كل عيد، إذ يجب أن تكون مجالس الرباطيين تحت تصرفهم مجندة لإشاعة الفرجة والسعادة بينهم، في تلك الساعة يمكن أن نتبادل التهاني فيما بيننا بـ”عيدكم سعيد” ونقول “بفضل ممثلينا الذين ضحوا من أجل إسعادنا والسهر على رعاية مناسك العيد رعاية كاملة”.
من يدري.. ربما تنتبه المجالس إلى واجبها، وتستدرك ما فاتها بإعادة الاعتبار للعلاقة الإنسانية والأخلاقية والوطنية التي ينبغي أن تسود بينها وبين الرباطيين، حتى تقبر وإلى الأبد التشنج المولود في طريقهما، وبذلك سنعفيها من تعليق لافتتها على واجهات عماراتها تتمنى فيها للرباطيين عيدا سعيدا، لأنها ستكون قد قدمت هذه السعادة للرباطيين بالملموس.