جهات

تقارب الرباط ومدريد ولشبونة يخدم التحام إفريقيا بأوروبا

الرباط – الأسبوع

 

    في مثل هذا الشهر وبتاريخ 16 ماي 1988، وقعت العاصمة الرباط ممثلة بجماعتها مع العاصمة الإسبانية مدريد وفي قاعة اجتماعات بلديتها، على معاهدة تاريخية مع عموديتها تعلنان فيها عن أخوتهما الدائمة أمام التاريخ، وها هو هذا التاريخ يفتح صفحاته المصونة والموثقة قبل 36 سنة من اليوم على هذا الحدث الكبير الدال على اعتراف العاصمتين بأوامر القربى ولا نقول الصداقة، التي تربط سكانهما، ولآلئ التاج هنا وهناك تضيف عليهما الحضارة المتأصلة، وفي نفس الوقت المسؤولية المشتركة كعواصم لبلدان يربطها الجوار والتاريخ بمعية لشبونة عاصمة دولة البرتغال، هذا الجوار المثالي هو الذي حفز العواصم للتآخي ونسج علاقات فيما بينها للحفاظ على أهمية الجوار وما يمثله من قيم إنسانية وأخلاقية، ولا نبالغ إذا افتخرنا بالروابط التاريخية التي لا مثيل لها في المعمور، والمتمثلة في الدم الذي يجري في إنسان المثلث الأوروبي-الإفريقي في زاوية تجمع – حسب المعطيات – 3 إمبراطوريات في زمن ما، وهي إسبانيا والبرتغال والمغرب.

تتمة المقال تحت الإعلان

هذا المثلث المتجذر في التاريخ، يعيد أمجاده بالإعلان عن اتحاده وموافقته على تنظيم كأس العالم 2030، فهذا القرار وإن كان رياضيا في ظاهره، فهو في ثناياه قرار سياسي واعد بتحول ملفت في الانتظارات المستقبلية لهذه الزاوية من العالم تتحكم وتراقب وتقع على بحر بين بوابة للعبور منها إلى إفريقيا جنوبا وأوروبا شمالا ودول البحر الأبيض المتوسط شرقا، بل وهي اليوم بصدد إنهاء تصاميم لتشييد لحمة تلتحم منها القارتان عبر جسر ينهي انفصالهما إلى الأبد ويعزز المواصلات الطرقية والسكك الحديدية بين القارة العجوز والقارة الفتية، لتنطلق بداية تعاون جدي ومثمر ومريح للأطراف المتعهدة بقيادة التعاون من الشمال وبتزعم وصيانة حقوق الجنوب من قبل الشريك، رأس هذا الجنوب.

وقبل هذا التطور المنتظر تنزيله في القريب، فإن العواصم المتآخية بالمعاهدات الموقعة والمصادق عليها محليا ووطنيا، للدفع بها إلى إحياء أخوة بين مواطني العواصم الثلاثة، لا تزال قائمة ومستوفية لكل الشروط والإجراءات القانونية والإدارية والسياسية، وهنا يأتي دور جماعة العاصمة لتحريك المساطر المباشرة مع نظيرتيها في مدريد ولشبونة، ويكون الموضوع “التنسيق من الآن لإنجاح تظاهرة كأس العالم 2030″، باقتراح ما يمكن المشاركة به من تسهيلات لاستقبال المشجعين وضمان إقامتهم وتنقلهم بأثمنة معقولة، ما دامت هذه الأثمنة من اختصاص البلديات وفي نفس الوقت مناسبة لخلق كيان ثلاثي واحد، يجمع 3 عواصم من 3 دول تنتمي إلى قارتين، ينكب على هذا التأسيس الفريد من نوعه في العالم للتعاون وتوطيد علاقات الجوار بين إفريقيا وأوروبا بفضل القنطرة المنتظر تشييدها قبل كأس العالم المقبل.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى