قلعة السراغنة.. مدينة بدون تنمية في عهد العامل السماحي
قلعة السراغنة – الأسبوع
منذ سنوات لا يترك أي شيء في قلعة السراغنة، التي يراها الزوار مدينة تعيش في تسعينيات القرن الماضي، رغم تطور مدن أصغر منها مساحة وكثافة سكانية، بسبب غياب برامج ومشاريع تنموية للنهوض بها.
فالمدينة المعروفة بمواردها الطبيعية وأشجار الزيتون، تعيش بدون مشاريع تنموية حقيقية أو صناعية لإخراجها من الركود والجمود الذي تعيشه منذ مجيء العامل هشام السماحي الذي كان مسؤولا بوزارة الداخلية، إلا أنه لم يقدم الإضافة المنتظرة منه لإخراج المدينة من وضعيتها المزرية.
والملاحظ أن قلعة السراغنة لا تحصل على أي اهتمام في المجال الاقتصادي، فهي تفتقر لاستثمارات صناعية يمكن أن توفر مناصب الشغل للقضاء على بطالة الشباب، أو مناطق استثمارية وطبيعية يمكن أن تجلب المستثمرين الأجانب والمهاجرين، خاصة وأن هناك جالية كبيرة في إيطاليا تنحدر من المدينة والمناطق التابعة لها.
وبسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتفشي البطالة وغياب آفاق للشغل في قلعة السراغنة، يلجأ شبابها إلى الهجرة السرية وركوب قوارب الموت في أكادير والجديدة والداخلة، والتي خلفت ضحايا بالعشرات من أبناء الإقليم، مما يطرح التساؤل عمن المسؤول عن تهميش المدينة وساكنتها.
وبينما تحظى العديد من المدن بحصتها من الاستثمار والمشاريع من قبل الحكومة، لم تحصل قلعة السراغنة منذ عقدين أو أكثر على أي مشروع كبير يمكن أن يطور المدينة، ويمكن أن يفتح آفاقا لشباب ونساء المدينة، ويحقق آمالهم في الولوج إلى سوق الشغل ومواجهة ظروف الحياة، مما يتطلب ترافع المجتمع المدني للدفاع عن نصيب المدينة من المشاريع الوطنية.
فمدينة قلعة السراغنة تتوفر على كفاءات كثيرة في الخارج، والتي يمكن الاستفادة منها لأجل جلب استثمارات أجنبية من أوروبا، لكن الأمر يحتاج لمبادرة من قبل السلطات الإقليمية والمجلس الجماعي والمسؤولين الجهويين، قصد إخراج المدينة من النفق المظلم الذي تعيش فيه منذ سنوات دون أن يذكر اسمها في أي برنامج حكومي.