جهات

حديث العاصمة | متى تنضم المقاطعات إلى العاصمة العظيمة ؟

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    هل نجح نظام المقاطعات في العاصمة وقد أعطاها المشرع صلاحيات الفصل في قضايا الجوار وإبداء الرأي في كل ما يتعلق بدوائرها الترابية وتقديم اقتراحات حول جميع المسائل التي تهمها، وبيّن بعضها على سبيل الاستئناس في المادة 235 من القانون الجماعي، ولم يمنع الاجتهاد في الأعمال التي من شأنها تحسين حياة سكانها، وبذلك فتح لها الأبواب على مصراعيها لطرح أفكارها بنماذج لمشاريعها وابتكاراتها، وتقدمها للمناقشة والمصادقة على أنظار مجلس الجماعة ويتكون من نسبة محددة من أعضاء كل مجلس مقاطعاتي؟

فبالعودة إلى الصلاحيات المخولة لمجالس المقاطعات، نفاجأ بأهميتها وكميتها وحجم مسؤولياتها، ومنها: إنعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ إنعاش السكن؛ تحسين مستوى الحياة؛ حماية البيئة، اتخاذ التدابير الواجب اتخاذها للحفاظ على الصحة والنظافة؛ وإبداء الرأي في كل المجالات المتعلقة بحياة الساكنة… إلخ، وها هي المقاطعات أمامنا لم ينعش فضاءاتها ومرافقها إلا المشروع الملكي، وها هي مجالسها بالكاد نسمع أخبارها مرة واحدة في كل 4 أشهر، تجود علينا بلقاء بين مكوناتها تفوق سرعة اجتماعاته البرق، وبالطبع بدون محصول يحترم ما نصت عليه المادة 235، مما يطرح التساؤل: هل المقاطعات، ونعني مجالسها، ممثلة للعاصمة العظيمة؟

إنها “جامدة” لم تطور لا خدماتها ولا أنشطتها ولا تواصلها مع المرتفقين، ولا آمنت بالتغيير الكبير والتطور الملفت والمدهش لكل مناحي عاصمة تتألق باستمرار وطنيا ودوليا وصارت مادة إعلامية في كبريات الصحف العالمية، بل ومضرب الأمثال في نظافتها وبيئتها وحدائقها وأنوارها وملاعبها وأسواقها وأمنها وطرقاتها وساحلها والأوراش العملاقة المبثوثة في كل أطرافها، إلا من صلاحياتها التي أخطأت الطريق عندما اعتقدت أن هذه الصلاحيات تقتصر على الإشهاد بمطابقة الوثائق الأصلية مع نسخها وبصحة التوقيعات..

تتمة المقال تحت الإعلان

نريد مقاطعات كوحدات ترابية تسيرها مجالس النخبة من صلب العاصمة العظيمة، تستأنس بالمادة 235 لتنزيلها على أرض الواقع، وتضيف إليها قيمة مضافة من اجتهادها وبأسلوبها السياسي والأكاديمي وقبلهما الوطني.

فلن تستقيم شؤون الجماعة ولا ينهض مجلسها إلا إذا هبت روح الجدية في المؤسسات المقاطعاتية للقطع مع الاتكالية على الروتين العتيق واستبداله بالدينامية الحديثة.

فمقاطعات الرباط متخلفة عن الركب في معظم المجالات، لذلك نتمنى – وقد غيرت قيادة مجلس الجماعة – أن تغير من كل سلوكياتها وتفتح صفحة جديدة تليق بانتمائها إلى العاصمة العظيمة.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى