رياضة | تفوق المغرب على إسبانيا في استقطاب المواهب الكروية
الرباط – الأسبوع
بعد إعلان إبراهيم دياز عن اختياره اللعب لصالح المغرب على حساب إسبانيا، واستقطاب لاعبين واعدين لتمثيل الكرة المغربية مستقبلا، بدأ الحديث عن سر هذا التحول في تفضيل المنتخبات المغربية على حساب منتخبات المنشأ والتكوين بالنسبة للاعبين مزدوجي الجنسية، وهو الذي كان يعاني من رفض لاعبي المهجر حمل القميص الوطني رغم العديد من الإغراءات والامتيازات التي كانت تقدم لهم.
فقد شهدت الأعوام الأخيرة صراعا كبيرا بين المغرب وإسبانيا حول الظفر بخدمات أبرز اللاعبين الشباب ذوي الجنسيات المزدوجة، لا سيما أولئك المتألقين في الفرق الكبرى كريال مدريد، وبرشلونة، بعدما عرف الدوري الإسباني ولادة عدد كبير من المواهب من أصول مغربية، كما وضعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برنامجا يهدف إلى التنقيب عن جواهر الملاعب في مختلف أنحاء العالم، لضخ دماء جديدة وتعزيز صفوفه بمواهب بإمكانها حصد الألقاب، وبالموازاة مع إلحاح الجامعة وتتبعها الدقيق، ثمة سر دفين يجعل اللاعب أكثر ميولا لتمثيل المغرب رغم ولادته ونشأته خارجه، يكمن في الثقافة المتجذرة في محيطه الأسري التي تؤثر بشكل كبير في قرار اللاعب.
بدورها، تلعب الأسر المغربية في أوروبا دورا كبيرا في ذلك، فإنها معروفة بتمسكها بالتقاليد والأصول، وحرصها الكبير على غرس ذلك لأبنائها، وتلقينهم حب الوطن وثقافته في سن مبكرة، رغم ظروف العيش وضرورة الانسجام مع ثقافة بلاد المهجر، لذلك تفطن صانع القرار في المغرب، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى ذلك جيدا، وعمدت إلى مخاطبة الأسرة قبل اللاعب، من أجل إقناعه بحمل قميص الوطن الأم بدل بلاد المهجر، عكس ما كان عليه الأمر في السابق، بعدما كانت تتم مخاطبة اللاعب ووكيله، الأمر الذي يجعلهم يرفضون دعوة المنتخب المغربي ويلتحقون بمنتخبات المنشأ.
كما ساهم إنجاز مونديال قطر 2022 في إقبال لاعبي المهجر على ارتداء قميص المنتخب المغربي، لكون هذا الإنجاز فتح لهم باب التألق في المسابقات العالمية، ولم تعد الكرة المغربية على الهامش كما كانت سابقا، بالإضافة إلى الاستقبال الملكي لأمهات اللاعبين بعد عودتهم من قطر، الأمر الذي كان سببا مباشرا في تأثير الأمهات المغربيات على أبنائهن لاختيار قميص الأسود على حساب البلدان التي ترعرعوا فيها.