مراكش | هل ينجح الوالي شوراق في فك شيفرة احتلال الملك العمومي ؟
عزيز الفاطمي. مراكش
تقوم السلطات المحلية بمراكش مدعمة بأعوانها وعناصر القوات المساعدة منذ أيام، بحملات تستهدف محتلي الملك العام، إذ تعتبر هذه الحملات الأولى في عهد الوالي فريد شوراق، عامل عمالة مراكش، وقد استعملت الجرافات في بعض المناطق من أجل إزالة محلات عشوائية، علما أنه ما كان لهذه الآفة أن تنتشر وتتحول معظم شوارع وأزقة الحاضرة المتجددة إلى أسواق عشوائية تساهم في خدش جمالية مراكش المدينة العالمية، وتتسبب في عرقلة السير وتحرم المواطنين من حقهم في الراحة والسكن الآمن.. فعلا ما كان لهذه الفوضى أن تتنامى لولا توفر الظروف المناسبة والمشجعة في ظل غياب التنزيل الفعلي لمضامين دستور المملكة الذي ربط المسؤولية بالمحاسبة كل حسب اختصاصاته، بما فيها المجلس الجماعي لمراكش، الذي يتوفر على جهاز يسمى الشرطة الإدارية يقع تحت السلطة المباشرة لرئيسة المجلس الجماعي، ومن بين المهام المنوطة بهذا الجهاز، وفق ما تنص عليه القوانين المنظمة: مجال الملك العمومي حسب المادة 37، التي تمنح لضباط الشرطة الإدارية حق التنظيم والتدخل من أجل زجر المخالفين ومحتلي الملك العام دون سند قانوني، ثم هناك بند مجال التعمير حسب المادة 38، التي تنص على السهر على احترام الاختيارات والضوابط المقررة في مخططات وتوجيه التهيئة والتنمية.
على العموم، يتابع مهتمو الشأن المحلي لمراكش باهتمام كبير، طرق وأساليب هذه الحملات التي تجري فوق أرض البهجة ببعض المناطق دون غيرها، مما يطرح تساؤلا بكل أبعاده وقراءاته العميقة، حول استثناء كبار المحتلين للملك العام أصحاب المقاهي الراقية والمطاعم الفخمة والمحلات التجارية الكبرى؟ وبناء على ما سبق من حملات في عهد الولاة السابقين، فكلها باءت بالفشل ولم تحقق المبتغى المنشود، حيث سرعان ما تحط هذه الحملات أوزارها وتعود الفوضى إلى سابق عهدها، مما يؤكد قوة اللوبي المتحكم في زمام الأمور(..). ومن بين الحلول لمواجهة ظاهرة الباعة الجائلين، الإسراع بفتح الأسواق النموذجية التي ظلت أبوابها مغلقة منذ سنوات رغم جاهزيتها وصرف ميزانيات ضخمة عليها من المال العام، وعقد لقاءات مع التجار الرافضين، حيث وجب البحث عن أسباب ومسببات امتناعهم عن الدخول إلى هذه الأسواق من أجل مزاولة أنشطتهم التجارية مع تصحيح ما وجب إصلاحه من اختلالات وإعادة مراجعة لوائح المستفيدين وفق الشروط المنصوص عليها.. فهل ينجح الوالي فريد شوراق عامل عمالة مراكش في فك شيفرة احتلال الملك العمومي ؟