رياضة | كيف ساهم أحيزون في القضاء على ألعاب القوى بالمغرب ؟
الرباط – الأسبوع
في ظل ما تعانيه ألعاب القوى المغربية على مستوى التدبير والتحصيل، يتبادر إلى ذهن الجماهير المغربية السؤال حول جاهزية أم الألعاب المغربية للمحفل الرياضي العالمي الذي سيقام في باريس، وهي التي كانت تترك انطباعا جيدا في صفوف متتبعي الشأن الرياضي في العالم، وتسوق للرياضة المغربية بشكل حسن، في ظل تراجع الرياضات الجماعية على حساب تطوير كرة القدم.
ففي تاريخ المشاركة المغربية، عاش المغاربة لحظات سعادة حقيقية في الألعاب الأولمبية لسنة 1984 في لوس أنجلس الأمريكية، بقيادة البطل سعيد عويطة الفائز بذهبية 5000 متر، ونوال المتوكل بإحرازها ذهبية 400 متر حواجز لتكون أول سيدة إفريقية وعربية تفوز بميدالية ذهبية، ومن مفارقات التاريخ أن القلة يتذكرون البطل راضي بن عبد السلام، صاحب فضية الماراثون في روما سنة 1960، بينما حافظ الكروج على اسم المغرب في وسائل الإعلام بشكل ملفت في التسعينات وحتى أولمبياد أثينا، بفضل أرقامه القياسية التي لا زال يحتفظ على البعض منها حتى الآن، وخاصة مسافة 1500 متر.
ويتم التركيز على دورات الألعاب الأولمبية لكونها المنتدى العالمي الوحيد الذي يشد أنظار العالم إليه، كما يجذب أنظار المغاربة وهم يرون علمهم يرفرف إلى جانب كبريات الدول، مثل روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا، لكن هذا المشوار سينتهي بنهاية الجيل ما بين عويطة والكروج، ويمكن اعتبار عبد العاطي إكدير آخر حلقة في هذا الجيل، ولن يعود العلم المغربي يرفرف منذ أثينا وحتى ألعاب ريو دي جانيرو، حيث اكتفى المغرب ببرونزية الملاكم محمد ربيعي، مما جعل المغاربة يتساءلون عن جاهزية أم الألعاب لاستعادة سيطرة المغرب على هذه الرياضة، وهم الذين ألفوا أن يروا راية المغرب في العالي، كما جرى الوضع في مونديال قطر 2022 ؟
من جهة أخرى، تتلقى الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، برئاسة عبد السلام أحيزون، انتقادات واسعة، بعد اتخاذها لقرارات غريبة ساهمت في إفشال ألعاب القوى، منها استبعاد بعض العدائين تحت ذريعة “المنشطات”، كوسيلة انتقام من مجموعة من العدائين المغاربة، لينهال المهتمون بالشأن الرياضي المغربي بوابل من الانتقادات على أطر جامعة أم الألعاب، لكونهم يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح الرياضة المغربية، بدوره لم يسلم العداء سفيان البقالي من التشويش، بعد أن طلبوا منه فك ارتباطه بمدربه إن أراد الالتحاق بالمراكز التي تشرف عليها الإدارة التقنية لجامعة أم الألعاب.
يذكر أن الألعاب الأولمبية تعتبر النافذة الحقيقية لتحسين صورة البلدان المشاركة فيها، فالنجاح في الألعاب الأولمبية ليس هو النجاح في التظاهرات الأخرى، لما تحمله من رمزية تاريخية وحضارية، إذ يعتبر البطل الأولمبي أحد أهم المشروعات الحضارية الوطنية الكبرى التي تصنعها الدول المتقدمة، وتضعها في أجندة أولوياتها وسجل طموحاتها، إلا أن هذه النافذة في المغرب أغلقت منذ الألعاب الأولمبية في أثينا سنة 2004.