جهات

الرباط | استقالة العمدة.. أولى طرق الجدية في العاصمة

الرباط – الأسبوع

 

    في بداية السبعينات، قدم رئيس المجلس البلدي المرحوم إبراهيم فرج، استقالته من العضوية والرئاسة بعدما تم تعيينه عاملا على عمالة الرباط، وبعد حوالي 50 سنة، تأتي استقالة ثانية من أول امرأة ترأست جماعة عاصمة كنا أول من أطلق عليها لقب العاصمة العظيمة.

تتمة المقال تحت الإعلان

وبطبيعة الحال، سياق الاستقالتين يختلف، ونترك لنباهة القارئ تحديد ما يراه، فاستقالة “مغادرة الرئاسة” من سيدة اقتحمت عالما محفوفا بسيطرة الرجال ودسائسهم، كانت مفاجئة وغير منتظرة.. فماذا أقنعها حتى لا نقول ألزمها بالتخلي عن منصبها وامتيازاته وسلطاته؟ ولن يكون الجواب إلا ما جاء في نص وثيقة الاستقالة من إشارات مهمة يمكن للمحللين النفسانيين قراءتها بأسلوبهم، وبما أننا لسنا كذلك، فلنؤمن بتلك العبارات المبهمة وقد سطرت في ما وصفناها بـ”وثيقة”، لأنها فعلا تؤرخ حدثا غير عادي في أول تجربة رئاسة امرأة لجماعة العاصمة.

إنما هذه الاستقالة المفاجئة جاءت لتأكيد أن مرحلة معينة طويت إلى غير رجعة، وأن الجدية مطلب الرباطيين، وبكل إلحاح، فرضت وبصرامة نهاية ما كان سائدا قبل تتويج الرباط عاصمة عظيمة، وهذه الجدية قطعا – وبدون أي شك – ستكون حاضرة وبكل نزاهة في خلخلة الهيكلة الجماعية وإخضاعها لمصفاة تلزم الأحزاب بترشيح مرشحين للرئاسة والنواب ومساعديهم ورؤساء اللجان وأعضاء المجالس الإدارية لمختلف قطاعات التدبير المفوض، تتوفر فيهم الأهلية في الميدان الموكول إليهم بدلا من الترضية والضغوط والمساومات.. إنها ثورة جديدة لوضع الكفاءات المناسبة للمهام القيادية احتراما وتقديرا لعظمة العاصمة، التي لم تأت من فراغ، وإنما بنضال جدي غير وجه الرباط باعتراف العالم، ولا ولن تسند شؤونها للهواة باعة الكلام، ومشاهير الاستعراضات البهلوانية من أصحاب المظلات والتزكيات، أما استقالة الرئيسة فتستحق الشكر، لأنها فتحت الأبواب للجدية دون انتظار الانتخابات القادمة، وهي بذلك تقدم خدمة كما أكدت في نص الاستقالة، لمصلحة ساكنة الرباط.

ولنا كامل الثقة بأن هذه الجدية ستعم العاصمة سريعا، ومن استأنس بالممارسات القديمة ننصحه – لوجه الله – بالاكتفاء بما راكمه من امتيازات والابتعاد عاجلا عن طريق الجدية، فهي قادمة بسرعة “البراق”، فحذار من الوقوف في طريقها.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى